«شروال اليوم غير شروال الجدود»، تؤكد غادة قازان، مسؤولة قسم تصميم الأزياء في جامعة ESMOD، وهي الجامعة الوحيدة المتخصصة في إعداد مصمّمي الأزياء في لبنان. بعد أن تشدّد قازان على الأصول غير اللبنانية حصراً للشروال، مذكّرة بأنه زي تركي ويوناني وقبرصي أيضاً، تشرح الفوارق بين ذاك القديم والجديد اليوم، من حيث نوعيّة القماش المستخدم لصنعه، ومن حيث التصاميم المطروحة في الأسواق: «كان شروال القدماء مصنوعاً من الكتان السميك، أما الآن، فهو مصنوع من أقمشة «الجيرسي» والقطن والحرير و«الساتان»، وهي أقمشة أرقّ وأقل سماكة من الكتان.أما أشكاله، فقد أصبحت متنوعة، هو «باغي» واسع وفضفاض، لكنه لا يشبه دائماً ذلك القديم الذي كان يصل طول القماشة، التي تُصنع منها طيّاته التي بين الرجلين فقط، إلى حوالى متر، بل أصبح من الممكن صنع شروال كامل اليوم بمتر واحد من القماش فقط».

هو مزيج من التصاميم الشرقية والهندية
فشروال اليوم ليس مصمّماً أصلاً لأغراض تراثية، حيث يجهل معظم الأوروبيين الذين يرتدونه أصوله، بل لأسباب عملية ومستقاة من قيم الحياة العصرية، كأن يكون اللباس متميزاً، «TRENDY» ،«COOL» ومريحاً. وتنوّع الأشكال والتصماميم هذا قد أسهم في ازدياد شيوعه، رغم أن البعض وجده غير ملائم لأنه، بالنسبة إلى النساء، قد يزيد الممتلئات منهنّ حجماً، وبالنسبة إلى الرجال، قد يعود عليهم بنقد لاذع من محيطهم. «الشباب اللي عندن شعطة موضة، متل طلابي، بيلبسوه، لكنهم يواجهون نظرات مستهجنة في الشارع». تردّ قازان ذلك إلى توجّه ذكوري عام يدفع الشاب في بلادنا إلى أن يكون محدود الخيارات عموماً، ما يعوق جرأته على الخروج عن السياق العام وارتداء موضة غريبة، مثل «القمصان ذات اللون الزهري أو الأصفر مثلاً». ورغم ازدهار هذه الموضة لدى النساء في بلادنا، إلا أن المصمّمين اللبنانيين لم يلحقوا بموضة تصنيع الشراويل، لأنهم مصمّمو «COUTURE»، أي إنهم يفصّلون تصاميمهم قطعة قطعة، بينما الشروال اليوم يعدّ من الألبسة الجاهزة، أي «Prêt-a-porter»، ولذلك أنتجته مصانع لبنانية وبيع بالجملة فقط.
«أعتقد أنه قد استُقي من مزج التصاميم الشرقية والهندية معاً، وخصوصاً بالنسبة إلى ذلك التصميم الفضفاض ذي القماشة الهدلة، فيه على الخصر «PINCE» وعلى جانبيه جيوب طويلة»، تقول المهندسة المعمارية ومصمّمة الأزياء غريس ريحان. أما السبب الأساسي وراء عودته إلى الموضة، فهو كونه «مريحاً، غريباً ومتميّزاً». ففي النهاية، طريقة اللباس تعكس شخصية الفرد، وهي في النتيجة مرآة للعصر، لمفاهيمه وقيمه، وحاجاته، وأيّ حاجة اليوم أكثر إلحاحاً من العملانية؟
ر. ح.