خمسة أشهر مرّت على البرلمان البيئي في النبطية من دون نشاط يُذكَر، في ظلّ تخوّف الأعضاء من أن يتأثّر برلمانهم بتغيّر المجلس البلدي
مايا ياغي
بدأ هاجس موت البرلمان البيئي يؤرق الشباب في النبطية. فالمبادرة التي احتضنوها بكل حماسة واندفاع قد تقف اليوم لمجرد تغيّر راعيه الأول، ورئيس البلدية الأسبق، مصطفى بدر الدين. هذا ما عبّر عنه رئيس البرلمان، محمد ياغي، مستفسراً «عن عدم تقديم مشاريع جديدة. فهل الفكرة التي احتضنتها البلدية السابقة ستموت مع البلدية الجديدة، ويموت معها مشروع شباب لا ناقة لهم ولا جمل في مواضيع السياسة؟».
تساؤلات كثيرة من هذا النوع تؤرق النواب الشباب في البرلمان. «حتى الآن، لا نعرف إذا كان المشروع قد أُجهِض. حرام. الفكرة كانت رائعة ونحن بانتظار أي تواصل معنا من البلدية الجديدة» كما تقول سالي شريم.
إلا أن نشاط البرلمان، الذي موّلته جمعيتا «إنترسوس» و«بروسفيل» الإيطاليتان، لم يتوقف تماماً، كما يؤكّد أشرف نور الدين، مسؤول العلاقات العامة في جمعية «إنترسوس»، راداً الطابة إلى ملعب الشباب
«السبب في عدم وجود نشاطات جديدة هو عدم قدرة الشباب على العمل فريقاً واحداً منظماً وتقديم خطط لمشاريع فعّالة كي تُموّل جدياً»، يقول، مشيراً إلى بعض النشاطات التي كانت تقام بغير تنسيق مع الجمعية و«نعلم بشأنها في اللحظة الأخيرة». في المقابل، يعزو الدكتور مصطفى بدر الدين توقف نشاط البرلمان استثنائياً لفترة الامتحانات، واعداً بانطلاقة جديدة مع نهاية المدارس والامتحانات الرسمية، ومعلناً أن جديد النشاطات هو مجلة بيئية باسم البرلمان البيئي طبعت وسيبدأ توزيعها وهي حصيلة النشاطات التي قام بها الشباب في المحافظة. «لدينا أمل في أن

البلدية الجديدة تعد الأعضاء بالاهتمام قريباً
يعود الاخضرار لشعار البرلمان مجدداً. ولأن الصيف يتسع للكثير من النشاطات فإن همتنا الآن مضاعفة»، كما يؤكد ياغي، متمنياً على البلدية الجديدة أن تقوم بخطوات جريئة لمساعدة البرلمان مجدداً في الظهور على الساحة النبطانية، وخصوصاً في المجال البيئي.
تخوّفات الأعضاء، يقابلها رئيس البلدية الجديدة أحمد كحيل بتطمينات يؤكد فيها أن «ملف البرلمان البيئي جدير بالاهتمام ولكن سيلزمنا بعض الوقت لمتابعته، لأن هناك بعض الأولويات التي نعمل عليها حالياً».
تجدر الإشارة إلى أن البرلمان البيئي مبادرة أطلقتها مجموعة من طلاب مدارس وثانويات النبطية العام الماضي، وتوسعت دائرتها إلى جلسات نيابية وانتخابات وحملات إعلامية ومشاريع ومعارض أفضت إلى إعلان النبطية «مدينة خضراء». فالفكرة جديدة على صعيد اهتمام شباب النبطية بالوضع البيئي الذي بات يمثّل عاملاً مشتركاً بين عدد من الجمعيات البيئية المحلية والبلدية في النبطية.
فقد تعاونت مؤسسة جهاد البناء الإنمائية مع الشباب في البرلمان من حيث تأمين الاحتياجات الزراعية والبيئية، فزرعت النصوب في أماكن مختلفة من المدينة وعلقت اللافتات التي تحمل شعارات المحافظة على البيئة، إضافة إلى أحواض الورد ومستوعبات النفايات. أما عن المشاريع المقبلة، فيقول بدر الدين: «سيكون لنا زيارات لمعظم البلديات في محافظة النبطية في خطوة للتعاون بين العمل البلدي والنشاطات الشبابية للبدء بمشاريع بيئية بارزة».