محمد نزالذكرت «الوكالة الوطنيّة للإعلام» أن مشكلة بين عدد من الأشخاص وقعت في منطقة المريجة ـــــ الضاحية الجنوبية، ليل أول من أمس، تطورت إلى إطلاق نار وسحب قنبلة يدوية والتهديد باستعمالها. وجاء في تفاصيل الخبر، أنه «قرابة منتصف الليل، تطور خلاف بين ثلاثة أشخاص من جهة، وشخص رابع من جهة ثانية، إلى إطلاق هـ. ر. النار من مسدس حربي باتجاه ي. د. وسحب ع. ح. م. قنبلة يدوية كانت بحوزته، مهدداً بفتحها وإلقائها، وانتهى الموضوع عند هذا الحد».
قصدت «الأخبار» المنطقة المذكورة، وسألت عدداً كبيراً من الأهالي عن الحادثة المشار إليها، لكنهم أكدوا عدم حصول شيء مما قيل، بل كل ما في الأمر أن عرساً كان يقام في المنطقة، فحصل أن أطلق أحد الأشخاص النار في الهواء ابتهاجاً.
اللافت في الأمر، أن خبر «الوكالة» تضمن الأحرف الأولى لأسماء أربعة أشخاص «شاركوا» في المشكلة، وعندما اتصلت «الأخبار» بمسؤول أمني في منطقة المريجة، وسألته عن الحادثة، وعمّا إذا جرى توقيف أحد، بدا أنه لا علم لديه بحصول حادثة من الأصل، بل أخذ يستفسر عن تاريخ حصولها ومكانها بالتحديد. وأكّد المسؤول الأمني أنه «ليس هناك أي موقوف لدينا في هذه الحادثة، وعلى كل حال سوف نفتح تحقيقاً لنتأكد من حقيقة ما حصل».
اتصلت «الأخبار» بمندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» الذي نقل الخبر، واستفسرت منه عن المصدر، فأكّد أنه «تقرير أمني رسمي، وهو موثق كما هي العادة». ونقل أحد المتابعين للخبر الذي نشرته «الوكالة»، أنه اتصل بالضابط الأمني المسؤول وسأله عن سبب عدم حصول توقيفات، وخاصة أن الخبر ورد في «تقرير أمني رسمي»، فردّ عليه الضابط قائلاً: «لم يكن باستطاعتنا إرسال دورية إلى المكان، وهو قريب من المخفر، وذلك خوفاً من الاعتداء على العسكريين على أيدي المشاركين في المشكلة، وخوفاً من تكسير زجاج الآلية أو رمينا بالبندورة كما حصل سابقاً».

ريفي: تعاون تام في الضاحية بين قوى الأمن وحزب الله وحركة أمل

وفي هذا الإطار، عبّر أحد المتابعين عن أسفه «لكون بعض أفراد القوى الأمنية يتقاعسون عن القيام بمسؤولياتهم، ويُبررون ذلك بالخوف من المواطنين المخالفين أو المشاغبين، علماً بأن الأحزاب والفاعليات الأهلية في الضاحية قد أعلمت القوى الأمنية أكثر من مرة بأنها ترفع الغطاء تماماً عن أي مخالف للقانون». وفي هذا السياق، أكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أن «القوى الأمنية تقوم بمهماتها على أكمل وجه في كل المناطق اللبنانية، ومن غير المسموح أن يتلكأ البعض بحجة الخوف، علماً بأن العسكريين يأخذون احتياطات إضافية أحياناً، ولكن في حالات استثنائية فقط». ولفت ريفي في حديث مع «الأخبار» إلى وجود «تعاون تام في منطقة الضاحية الجنوبية بين قوى الأمن وحزب الله وحركة أمل، إضافة إلى الفاعليات الأهلية».
وفي سياق الحديث عن حوادث إطلاق النار، سجّلت تقارير أمنية وقوع 12 حادثاً من هذا النوع خلال يوم واحد فقط، وذلك في مختلف المناطق. أحد هذه الحوادث أدّى إلى إصابة المجند في الجيش اللبناني عبد الله ح. بطلقات نارية في رجليه، بعدما أطلق المواطن محمد س. النار عليه وذلك خلال مشكلة فردية حصلت بينهما في منطقة المحمرة ـــــ عكار.