صيدا ــ خالد الغربيغياب التسوية السياسيّة في انتخابات اتحاد بلديات صيدا ـــــ الزهراني، مع تمسّك رئيس مجلس النواب نبيه بري بضرورة انتقال رئاسة الاتحاد من بلدية صيدا إلى رئيس بلدية مسيحيّة، قابلهما إقدام «اتحاد» رؤساء البلديات الـ16، الذين يتكوّن منهم الاتحاد، على تعطيل جلسة انتخاب الرئيس ونائبه، التي كانت مقرّرة يوم الاثنين الماضي. فقد تقدّم هؤلاء من محافظ الجنوب بالوكالة، نقولا أبو ضاهر، بعريضة طالبوه فيها بتأجيل جلسة الانتخاب، فلبّى الطلب، وأجّل الجلسة إلى أجل غير مسمّى.
مصادر مقرّبة من بري أكّدت أنّ الأخير لا يزال متمسكاً بطرحه نقل رئاسة الاتحاد إلى بلدية مسيحية (يتردّد أنها بلدية مغدوشة)، ونيابة الرئاسة إلى شيعي (بلدية الغازية). وكرّرت القول إنه «لا يمارس بذلك كيدية سياسية، بل ينفّذ الاتفاقات والتفاهمات التي حصلت سابقاً مع قوى سياسية صيداوية، وقضت بمداورة رئاسة الاتحاد بولاية كاملة، وطيلة ست سنوات بين المسيحيّين والشيعة والسنّة، ومراعاة التمثيل الطائفي والمذهبي داخل الاتحاد، بعيداً عن حجم كل بلدية من البلديات المكوّنة للاتحاد، وتأثيرها وقوتها وإمكاناتها». بينما يتمسّك تيار المستقبل، الذي واصل مسؤولوه الامتناع عن التحدّث إلى وسائل الإعلام في هذا الموضوع، لا من قريب ولا من بعيد، بناءً على قرار مركزي (كما قال أحدهم للأخبار)، ببقاء رئاسة الاتحاد بيد بلدية صيدا، بوصفها «البلدية الأكثر قدرةً وفعّالية بين أخواتها من البلديات المكوّنة للاتحاد».
في ظلّ هذه الأجواء، يقول رئيس بلدية عبرا، إلياس مشنتف، «إنّ عدم حصول التسوية بين الأطراف السياسية المعنيّة هو ما دفعنا لمطالبة المعنيّين بتأجيل الانتخابات، كمخرج إلى حين حصول التوافق بين القوى على رئيس عتيد للاتحاد ونائبه، ما يكفل وحدة الاتحاد وعمله في المستقبل، بعيداً عن الانقسامات والتشنّجات، وهو أمر مطلوب لعمل الاتحاد». وإذ أمل مشنتف تدوير الزوايا، وحصول التوافق بين السياسيّين، وإنضاج تسوية سريعة، قال إنّ أية جلسة لانتخاب رئيس الاتحاد ونائبه لن تحدَّد قبل أن تُحلّ معضلة الخلافات، ونحن (قاصداً رؤساء البلديات المسيحيّة) لن نكون كبش محرقة، وقد أبلغنا هذا الموقف للأطراف والقوى السياسية المعنيّة.
وإلى حين إنضاج التسوية، تبقى انتخابات الاتحاد مؤجّلة حتى إشعار آخر. أمر يرى فيه المواطنون استمراراً لعقلية التحاصص التي ينتهجها السياسيّون، والتي تعطّل عمل المؤسسات في لبنان. ولا يرى الناشط البيئي حسين سعد ضيراً في القول «إنّ أطراف النظام الطائفي دمّروا المؤسسات الدستورية، وعطّلوا الحياة الديموقراطية من أجل مصالحهم، وخرّبوا الدولة، فما بالك ببلدة من هنا أو اتحاد بلدي من هناك».
يُذكر أنّ رؤساء بلدية صيدا جمعوا بين رئاستهم للبلدية والاتحاد منذ إنشاء الأخير قبل ثلاثة عقود. ويتوزّع أعضاء الاتحاد مذهبياً على بلدية سنية (صيدا)، 3 بلديات شيعيّة و12 بلدية مسيحيّة.