بدأ الفوج الأول من طلاب الماستر 2 في علوم الاتصال والإعلام بالجامعة اللبنانية عامه الدراسي منذ أشهر. التجربة جديدة على الطلاب والأساتذة، والشوائب... لا تمنع إظهار النيات الحسنة
محمد محسن
منذ أسبوعين، حار طلاب الدفعة الأولى في شهادة الماستر 2 بحثي، في كلية الإعلام والتوثيق بالجامعة اللبنانية، هل امتحانهم في إحدى المواد شفهي أم خطّي؟ فقد حضروا إلى مبنى المعهد العالي للدكتوراه في حرج تابت، لمناقشة أبحاثهم. في البدء قِيل لهم إن امتحانهم شفهي، ثم قدموه خطياً، ليعاودوا مناقشته شفهياً في مدّة لا تكفي لمناقشة مقدمة بحث! في قصة كهذه، يصعب لوم الطلاب أو الأساتذة. اللوم يقع على غياب التخطيط اللازم. فقد بدأ العمل بنظام الـ LMD منذ سنوات، من دون وضع هيكلية ونصوص تنظيمية ترشد الكادر الإداري والأكاديمي على ماهيّة وكيفية تطبيقه، ما يسهّل تدريسه للطلاب وإطلاعهم عليه. هذا الوضع انعكس تماماً على الماستر 2. لكن الوضع ليس سلبياً مطلقاً. فالحديث عن الماستر 2 يستدعي الإقرار بأن شهادة الماستر بمعايير عالمية باتت في أيدي الطلاب، كما يؤكد الأكاديميون. وتالياً، تبدو تجربة العام الأول من إطلاق شهادة الماستر 2 في مرحلة تأسيسية تحمل حسناتها وسيئاتها. هكذا، تسأل إحدى الطالبات عن جدوى الحضور إلى معهد عال للدكتوراه «لا يضم مكتبة تساعدنا في الأبحاث». لم تقدّم الطالبة امتحاناتها، وهي تتجّه نحو جامعة خاصة «هناك أختار المقررات وأتابع على راحتي» تقول. تضيف الطالبة مشكلة أهم، وهي تفاوت في المناهج بين الطلاب الآتين من الفرع الأول والثاني: «أنا درست في الفرع الثاني، وبعض ما يعطيه لنا أحد أساتذة الفرع الأوّل على أساس أننا درسناه أصلاً، لا يعنينا إطلاقاً فنحن لم ندرسه». في المقابل، ثمّة طلاب ينظرون إلى الوضع الحالي بإيجابية لا تخلو من تسجيل بعض التحفظات. برأي حيدر الحسيني، المشاكل تتطلّب تنسيقاً على مستويين: الأوّل بين الأساتذة والطلاب، والثاني بين الأساتذة أنفسهم. ينظر حيدر بإيجابية إلى

لا مكتبة في الجامعة، لكن العمل جارٍ لتأسيس واحدة

تفهّم الأساتذة لضيق وقت الطلاب وموافقتهم على تأجيل الامتحانات. طالب آخر، يوافق حيدر في إيجابية الأساتذة، لكنّه يسجّل عدم تفهّم الأساتذة للطلاب في موضع آخر. فـ5 أبحاث كبيرة لـ5 مواد، فضلاً عن أعمال تطبيقية أخرى، تستلزم وقتاً وتوزيعاً للمجهود. لكن «كل أستاذ يهتم بمادته من دون أن يراعي ظروفنا مع أساتذة آخرين» يقول الطالب. في المجمل، يشير الحديث مع الطلاب إلى أمرين: الأول، تفهّم لوضعهم الجديد، وخصوصاً أنهم الفوج الأول، أما الأمر الثاني، فهو الرغبة في العمل المشترك مع الأساتذة.
يلاقي الأساتذة طلابهم هذه الرغبة، وتشير مصادرهم إلى أن المكتبة في طور التأسيس داعية الطلاب إلى «الذهاب إلى مكتبات الفرعين الأول والثاني، ففيهما عناوين مهمة وكثيرة. كذلك يجب على الطلاب أن يبحثوا في بنوك المعلومات على الإنترنت». وإذ تنطلق مصادر الأساتذة من مسلّمة أن شهادة الماستر تحتاج إلى مجهود بحثي كبير، تشير إلى أن «المنهاج الذي يعطى للطلاب حالياً هو أقل تكثيفاً من اللازم». وتتحدث المصادر عن أمر لم ينكره الطلاب، وهو أن الأساتذة يبذلون مجهوداً مضاعفاً في بعض الأحيان لتسيير أمور السنة الأولى. في المحصّلة، يبدو الطلاب والأساتذة مصرّين على تجاوز العقبات، أما الهدف فيلخّصه أحد الأساتذة: لا نقبل شهادة ماستر دون المستوى العالمي.