strong>التسريب سمة طاغية على عمل لجنة التحقيق الرسمية في كارثة الطائرة الإثيوبية. جديد امس «قلة خبرة» الطيار ومساعده بطائرة البوينغ
تسرّبت المعلومة قبل خروج التقرير الأولي عن تحطم الطائرة الإثيوبية إلى العلن. وحمّلت هذه المعلومة المسؤولية عن موت الركاب التسعين للطيار الإثيوبي هابتامو نيغاسا ومساعده «اللذين لم يأخذا بالاعتبار الإشارات الصادرة من أجهزة الطائرة». وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مطّلع على التحقيقات قوله إن «حادث الطائرة ناتج من سلسلة أخطاء ارتكبها الطيار ومساعده، فهما لم يأخذا بعين الاعتبار الإشارات الصادرة عن أجهزة الطائرة». أضاف المصدر أن «التقرير ذكر أن الطائرة كانت تعمل بطريقة جيدة جداً حتى اللحظة الأخيرة قبل سقوطها، وأن الخطأ صدر عن الطيار ومساعده اللذين يملك كلاهما خبرة محدودة في طائرة البوينغ 737ــ800، أي بمعدل شهر خبرة للطيار و4 أشهر للمساعد». وأكد المصدر أن «قلة خبرة الطيارين هي سبب الحادث». أما التفسير المرجّح لهذا الخطأ، فيقول المصدر إن «قائد الطائرة اعتقد أنه تم تشغيل القيادة الآلية، لأنه كان قد طلب من مساعده القيام بذلك، إلا أن هذا الأخير لم يفعل لسبب مجهول». وأضاف إنه «لم يلاحظ أي منهما أن الضوء الذي يشير إلى بدء العمل بالقيادة الآلية مطفأ، وأدى عدم التنبه إلى الإشارات الصادرة عن أجهزة الطائرة إلى انحرافها عن المسار الصحيح انحرافاً خطيراً».
وفي هذا الإطار، أشار نقيب الطيارين اللبنانيين محمود حوماني إلى أنه «من المفترض أن يصدر التقرير في أي وقت». وأضاف إن «ما ورد في التقرير صحيح، فالطيار أخطأ عندما لم يلتزم بإشارات الطائرة، وقد انحرف بطائرته أكثر من 30 درجة، ولم يأخذ بتحذير الآلة الموجودة في القمرة، التي كانت تدعوه إلى تخفيف الانحراف، مطلقة ثلاث مرات عبارة «بانغ». ويشير إلى أن «عدم التزام الطيار بالإشارة يعدّ مخالفة لقانون سلامة الطيران المدني».
وتتقاطع المعلومات التي سربت عن التقرير الأولي، مع تقرير جهاز المراقبة في مطار رفيق الحريري عن الإرشادات التي وجهها برج المراقبة للطيار، والذي نشر في 20 شباط الماضي. ويشير التقرير إلى أن الطائرة الإثيوبية أنهت الرحلة 409 في مئة وثمانين ثانية بعيد إقلاعها. ويورد المراقب الجوي أنه: «بعد الاتصال المباشر بقائد الطائرة اقترحنا عليه اتجاه 270 درجة نحو اليسار لتجنب الغيوم، لكننا رأيناه يتّجه يميناً نحو شكا، ما كان سيعرض الطائرات الهابطة على المدرج 16 للخطر، فطلبنا منه فوراً الاتجاه يساراً 270 درجة». وافق قائد الطائرة من دون اعتراض وبدأ بأخذ الاتجاه 270 درجة، لكن التقرير يورد أنه أكمل دورانه شرقاً باتجاه 140 درجة، أي ناحية الساحل، من دون أي إذن مسبق كما جاء في التقرير. «حوالى الساعة 02.40 اتصلنا مجدداً بالطيار وطلبنا منه أن يتجه يميناً 270 درجة، فوافق مجدداً لكنه لم يتقيد بتلك التعليمات وأكمل باتجاه 140 درجة. كررنا النداء والتصريح مرات عديدة فوافق قائد الطائرة. وعند الساعة 2.42 كررنا النداء مرة أخرى، لكنه هذه المرة لم يرد». وينهي التقرير روايته بانقطاع الاتصال نهائياً مع الطيار وفقدانه عن شاشات الرادار على ارتفاع نحو 9000 قدم، ولم تنفع محاولات الاتصال به على موجة الطوارئ لسبع مرات خلال ثلاث دقائق.
أهالي الضحايا، وفق مصدر من اللجنة الخماسية التي تمثلهم، لم يفاجأوا بنتيجة التحقيق الأولي، الذي سبق أن أعلن عنه منذ اليوم الأول للكارثة.
وأشار المصدر إلى أن اللجنة اجتمعت مساء أمس وهي بصدد طلب موعد رسمي من وزير العدل إبراهيم نجار للحصول على نسخة رسمية عن التقرير الأولي.
بدوره، أكد المحامي جان بارودي الذي يتوكل عن عائلة الضحية أنيس صفا، أن الخبيرين اللذين عيّنهما قاضي الأمور المستعجلة، نديم زوين، للتحقيق في بعض جوانب الحادثة، قد توصلا إلى هذه المعلومات خلال جلسة الاستماع الأولى التي أجرياها مع المدير العام للطيران المدني حمدي شوق. ويشير بارودي الى أن التقرير الأولي مهم، لكن القرينة التي تستند إليها المحكمة لتحديد الخصوم تحتاج إلى أن تكون مثبتة في تقرير نهائي وموافق عليه من جميع الأعضاء. وأردف بارودي: «منذ تعيين لجنة التحقيق الرسمية، ارتفعت أصوات مشككة بحيادتها وخصوصاً من الجانب الإثيوبي، وهذا الأمر صحيح، لأنه لا يمكن هذه اللجنة أن تكون حيادية ويرأسها طرف لبناني من المفترض أن يجري التحقيق معه للتأكد من مدى مسؤوليته عن حصول الكارثة».
(الأخبار)