راشيا ــ أسامة القادريكادت النيران تلتهم امرأة وابنها في السيارة، لولا تدخل المواطنين، رغم أن مركز الدفاع المدني في راشيا لا يبعد عن مكان الحادثة سوى أمتار قليلة. فتح المركز قبل ست سنوات، وكان يضم 9 عناصر مثبتين وعدداً من المتطوعين، وتتكفّل بلديات المنطقة بدفع نفقات التشغيل. إلّا أن بعد المسافة عن بعض القرى، كان حافزاً للمطالبة بإنشاء مركز للدفاع المدني فيها، حيث افتتحت أربعة مراكز في قرى ينطا، الرفيد، عين عطا، وكفرمشكي. التوسّع في قرى القضاء لم يعفِ مركز راشيا من تغطية نطاق 8 قرى (ضهر الأحمر ـــــ العقبة ـــــ عيحا ـــــ كفرقوق ـــــ بكا ـــــ تنورة ـــــ بيت لهيا وراشيا)، لكن عدم قدرة المركز على تقديم خدماته لهذه القرى أدّى إلى تمنّع بلدياتها عن دفع حصتها من نفقات التشغيل، لتبقى بلدية راشيا وحدها تدفع 3 ملايين ليرة سنوياً. وقد أدى افتتاح المراكز الأخرى إلى توزّع عناصر مركز راشيا المثبتين، إضافة إلى تقاعد ثلاثة عناصر لبلوغ السن القانونية، فأصبح كل عنصر رئيس مركز، دون وجود عناصر آخرين، ما أدى إلى توقّف المراكز الخمسة عن القيام بمهماتها.
«بالاسم عنّا مركز للدفاع المدني»، بهذه الكلمات يحاول سمير أبو غطاس صاحب السيارة التي أتت النيران عليها، ونجت عائلته بأعجوبة، أن يسجل اعتراضه على واقع الدفاع المدني، وعدم قيامه بمهماته. ويتابع «إذا حريق السيارة حدّن وما عملوا شي، شو بيعملوا لما بيكون في حريق بضيعة ثانية».
عماد العريان صاحب منزل أتت النيران على كامل محتوياته، روى انه اتصل بالدفاع المدني على الرقم 125 وأبلغهم أن مكان الحريق يبعد 200 متر عن مركز الدفاع المدني. يقول العريان إن رئيس المركز حضر بعد ساعتين، مبرراً عدم قدرته على النجدة بسبب تعطّل سيارة الإطفاء ونقلها إلى بيروت منذ أربعة أشهر.
بدوره رأى رئيس بلدية راشيا زياد العريان أن ما يعانيه مركز الدفاع المدني في البلدة لا يختلف عن معاناة غالبية المراكز في باقي المناطق اللبنانية النائية، «وخاصة بعد شعور المتطوعين أن الدولة غير جديّة في إقرار مشروع زيادة عديد الدفاع المدني».
الجدير ذكره أن العديد من الحرائق في أحراج راشيا وكفرقوق شبّت في الصيف الفائت وأطفأها الأهالي دون تدخل الدفاع المدني. ويلفت مصدر في الدفاع المدني إلى أن جميع المراكز تعاني من مسألة عدم تثبيت المتطوعين في ملاكها، وأن ذلك أدى الى توقف نشاط عدد كبير من المتطوعين وإفراغ المراكز.