طرابلس ــ عبد الكافي الصمد ما زال الدكتور أحمد عثمان يعاني وضعاً صحياً حرجاً، وذلك بعد إصابته يوم الخميس الماضي خلال الإشكال الفردي الذي شهدته الزاهرية في طرابلس، الإشكال أدى إلى وفاة الشاب محمد القبوط وإصابة 3 مواطنين. عثمان طبيب نسائي كان متجهاً لمعاينة حالة طارئة في مستشفى الضنية الحكومي، وكان يمر بسيارته في المنطقة فأُصيب بطلقات نارية، وقد «احتاج بعد نقله إلى مستشفى النيني في طرابلس، حيث يعالج حالياً، إلى 20 ليتر دم لإسعافه»، على حد قول قريبه إبراهيم عثمان المحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت. عثمان أصيب برصاصتين اخترقتا معدته والبنكرياس والطحال والمصران الغليظ.
شهود عيان على الإشكال قالوا لـ«الأخبار» إن مسلحين كانوا يلاحقون شخصاً قرب المدرسة الإنجيلية في الزاهرية، بعدما اشتبهوا بأنه المسبب قتل القبوط، في هذا الوقت كان عثمان يمر في المكان بسيارته، فأطلقوا النار عليه بعدما اشتبهوا فيه، فأصابوه وأصابوا السيارة بطلقات عدة.
في مقابل ذلك، أصدر آل عثمان وأهالي بلدة بيت الفقس ــــ الضنية (مسقط رأس الطبيب عثمان) بياناً استنكروا فيه الحادثة، وشجبوا «التعتيم في عدم نقل الحقيقة للرأي العام بدقة، وتصوير الحادثة وكأنها قضاء وقدر، بينما الحقيقة هي أن محاولة ثأر عمياء وجبانة قامت بها مجموعة من المسلحين الجهلة، وتعرضوا خلالها لطبيب نبيل ومثقف نذر حياته لخدمة المجتمع ولتلبية نداء الواجب، وليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بما حصل».
ندد البيان بشدة بـ«الفلتان الأمني في طرابلس، ووجود السلاح خارج سلطة القانون، وعدم تحرك القوى الأمنية الموجودة قرب مكان الحادث، وعدم إلقاء القبض حتى الآن على الجناة المعروفين، وجلبهم أمام القضاء والعدالة، وكأن هناك حماية لهذه المجموعات المسلحة، إضافة إلى عدم نقل الدكتور عثمان إلى المستشفى للمعالجة إلا بعد فترة صودف خلالها مرور مرافق النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، فعمل على نقله إلى مستشفى النيني» حيث لا يزال في غرفة العناية الفائقة.
شدد مصدرو البيان على «كشف ملابسات الحادث والعمل على إلقاء القبض الفوري على الفاعلين، وإنزال أشد العقوبات بهم، حتى لا تتكرر مثل هذه الأعمال الإجرامية، ولاستعادة هيبة الدولة وثقة المواطن بها، وعدم العودة إلى شريعة الغاب التي لا نتمناها أبداً في أخذ الحقوق، وحتى لا تتطور الأمور باتجاهات لا نريدها جميعاً».