القصة تتلخّص بإقدام الأهالي القاطنين في محيط مكب الكيال، الذي تذهب إليه نفايات المدينة عادةً، على إقفال مدخله، ومنعهم بالقوة آليات البلدية من الدخول إليه، إضافةً إلى قيامهم بالاعتداء على أحد السائقين وطرده بالقوة من المكان.
لماذا يفعل الأهالي ذلك؟ ما هي مطالبهم؟ ببساطة: إقفال مكب الكيال. وهو مطلب ليس جديداً، لا بل يمكن القول إنه يعود إلى نحو عشرين سنة، ولكنّ تحركهم الجديد يعود إلى وفاة الرضيعة سارة موسى شريف قبل نحو عشرة أيام بسبب ما يعتقده الناس هنا من أنه «حصل نتيجة تنشّقها الأدخنة المنبعثة جراء إحراق النفايات، ما دفع بالأهالي إلى اتخاذ قرارهم الحاسم بإقفال المكب»، كما يقول أبو حسن شريف. وأما النتائج المترتّبة على ذلك داخل مدينة بعلبك، «فهذه ليست مسؤوليتنا، وليتدبّر أهالي بعلبك أمرهم» كما يقول.
أمّا المواطن علي زعيتر، فيرى أنّ الكيل قد طفح «والكيال لم يعد مكباً منذ اليوم فصاعداً، هذا قرارنا، وإذا كانت القوى الأمنية تريد قمعنا بالقوة، فلتؤمّن لنا منازل، ونحن مستعدون للانتقال فوراً من هذه المنطقة».
تحرك الأهالي بسبب وفاة رضيعة لتنشّقها أدخنة المكبّ
وأضاف «إنّ مكب الكيال كان من المقرر إقفاله في نهاية أيلول من العام الماضي، ولكن توقّف مشروع معمل الفرز في الطيبة قلب الأمور رأساً على عقب، ولكن هناك بادرة أمل في إحياء المشروع مع تغيير المكان، وخصوصاً أنّ إحدى البلديات في قضاء بعلبك أبدت استعدادها لإنشاء معمل الفرز والتسبيخ على أراضٍ تابعة لها».
وألّفت بلدية بعلبك لجنة بدأت التفاوض مع أهالي الحي لحل المشكلة على قاعدة حصر مكان إلقاء النفايات، وعدم إحراقها إلّا عندما يكون الهواء ساكناً.