البقاع ــ أسامة القادريتتقدم التحقيقات في قضية تزوير مدة صلاحية مواد غذائية، ويبدو أنه بدأ تفكيك الشبكة المشتبه في تورطها في هذه العملية، وترويج المواد في السوق اللبنانية. في آخر التطورات، ألقي القبض على المشتبه فيه باعتباره الرأس المدبر «للشبكة»، وهو صاحب معمل المخللات والمشروبات في محيط بلدة قب الياس، ولكن مسؤولاً أمنياً قال إنه أخلي سبيله بسند إقامة.
بداية ألقي القبض على عمال في المعمل ومديره.
مسؤول أمني كشف لـ«الأخبار» أن مدير المعمل الموقوف هـ. ح. «اعترف في التحقيقات الاولية عند الشرطة العسكرية، وأمام قاضي التحقيق، بأن ما يقوم به من تزوير مدة صلاحية المعلبات، إنما يتم لصالح صاحب المعمل ن. ق.». من جهة ثانية، أقر العمال الثلاثة «أن صاحب المعمل هو الذي يدير عملهم ويحثهم على العمل بسرعة». لم يقتصر الأمر على اعترافات العاملين في المصنع، بل إن التحقيقات قادت إلى شركاء في عملية التزوير ومنهم صاحب سوبرماركت في البقاع هو ر. ح. الذي تحدث أيضاً عن تورط صاحب المعمل في القضية.
جرت المقابلة بين مدير المعمل هـ. ح. والتاجر ر. ح. أمام قاضي التحقيق، أقر خلالها مدير المعمل بما أدلى به في التحقيق الاولي عن التلاعب بمدة صلاحية السلع بعلم صاحب المعمل وأوامره. مسؤول أمني قال إن «دخول صاحب المعمل الى الشبكة كان أمراً مستبعداً لدينا، لأن الاخير بإشارات منه أرشدنا الى ما يدور من تزوير داخل معمله»، مرجحاً أن تكون تلك الاشارات ضربة استباقية من صاحب المعمل لإبعاد الشبهات الجرمية عنه، وأضاف المسؤول أنه «بعد التدقيق تبيّن لدينا أن التاجر ر. ح. من كبار التجار الذين يسلمون مؤسسة أمنية، أطناناً من المعلبات والمخللات، وخلال التحقيق معه، أكد التاجر ر. ح. معرفة صاحب المعمل وعلمه بالأمر، وعلى ضوء هذه المعطيات أوقف ن. ق. بإشارة من قاضي التحقيق».
أما عن السوبرماركت في البقاع التي أقفلت وختمت بالشمع الاحمر، فقد لفت مسؤول من مصلحة الاقتصاد إلى أن لجنة من المصلحة قصدت السوبرماركت بعد تكليفها من النيابة العامة، وبمؤازرة القوى الامنية عملت على تفتيشه، والتدقيق في تواريخ مدة صنع السلع وانتهاء صلاحياتها. استمرت هذه العملية على مدار يومين متتاليين، وأكد المسؤول «خلال الكشف الميداني كشفنا خمسة صناديق من البيرة دون كحول، منتهية الصلاحية منذ أسبوع، كما كشفنا خمسة كيلوغرامات أرز «أميركي» سيئة كانت موجودة في المحل»، وقال المسؤول إن وجود مواد قليلة منتهية الصلاحية منذ مدة، من بين 15 ألف صنف من مختلف الأحجام والأسماء، أمر طبيعي، ولا يمثّل نية جرمية.
أخيراً، روى شهود عيان لـ«الأخبار» أنهم شاهدوا، قبل يومين، قرب مكب نفايات قب الياس شاحنات صغيرة رمت موادّ غذائية، وطمرت جرافة جزءاً منه، وهي صناديق من عصير اصطناعي، ومكعبات للطبخ وأرز فاسد.