بنت جبيل ــ داني الأمينلا تزال الانتخابات البلدية والاختيارية تحتلّ الحيّز الأكبر من نقاشات الأهالي وسهراتهم في قرى الجنوب، رغم انتهائها في ديارهم الأحد الماضي. هكذا، تراجعت حدّة النقاشات في السهرات بشأن المرشحين واللوائح، لتحلّ محلّها الحكايات المضحكة التي رافقت العملية الانتخابية، إضافة إلى أن البعض عدّ «هذه التجربة منطلقاً لتجارب أخرى في أي استحقاقات انتخابية جديدة». فالانتخابات التي حصلت أخيراً في بلدة حولا، هي الأولى منذ 9 سنوات، بعدما فاز المجلس البلدي السابق بالتزكية، وقد أفرزت واقعاً جديداً أظهر «استقلالية العدد الأكبر من الناخبين، لكونهم صنعوا لوائحهم الانتخابية بأنفسهم، بعيداً عن أيّ اعتبارات سياسية». ويقول صادق قطيش، أحد المشرفين على العملية الانتخابية وابن إحدى أكبر العائلات هنا، إن أكثر من «60% من الناخبين فضّلوا التصويت للأشخاص لا للوائح، فأعدّوا
فائز جمع ملابس انتخابية من الحملة المضادة كغنائم حرب
اللوائح بأنفسهم، ما أدّى إلى تأخير فرز النتائج إلى ساعة متأخّرة من الليل». ويذكر أن آل قطيش اجتمعوا قبل موعد الانتخابات وأجروا انتخابات داخل العائلة لحسم تمثيلهم داخل المجلس البلدي، وهي سابقة لم تعتمد من قبل، وقد التزم جميع ناخبي العائلة بمرشّحيهم. وما يكثر الحديث عنه في بلدة الطيبة (مرجعيون) هو قدرة ثلاثة مرشّحين مستقلّين على اختراق لائحة التوافق بين أمل وحزب الله، انطلاقاً من قدراتهم الذاتية، ومحبّة الأهالي لهم، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية، رغم أنهم ليسوا من رجالات المال والأعمال. فقد نال المرشّح محمد حبيش 1600 صوت، وهو من أوائل الفائزين، فيما فاز مرشّحان آخران بأصوات مرتفعة، كذلك فاز مرشّح مستقلّ في الانتخابات الاختيارية، لكونه الأكبر سنّاً، بعد أن تعادل بالأصوات مع مرشّح من لائحة التوافق. وفي بلدة عيناتا، كثر الحديث عن قصّة أحد المرشّحين المستقلّين الذي «يغسل الموتى، وقد هدّد أبناء بلدته، على سبيل المزاح، بأنه سيغسل موتاهم بطريقة مخالفة للتقاليد والأعراف الدينية إذا لم يصوّتوا له». وعمد أحد المرشّحين الفائزين في الانتخابات الاختيارية إلى جمع ثياب بعض المرشّحين المنافسين له، التي استخدموها في الانتخابات، معلناً، على سبيل النكتة، أنه «استطاع أثناء المعركة الانتخابية الطاحنة سلب هذه الثياب والأعتدة منهم كغنائم حرب». ويتحدّث أبناء إحدى بلدات قضاء بنت جبيل عن «نجاح خطّة محكمة لأحد الأحزاب المتنافسة، بعد أن ترك مقعداً شاغراً في لائحته، أدّى إلى تزاحم مرشّحي اللائحة المنافسة عليه، من خلال الاتفاق مع عائلاتهم على تشطيب زملائهم في اللاّئحة نفسها للفوز بالمقعد الشاغر، ما أدّى إلى خسارتهم جميعاً».