عكار ــ روبير عبد اللهقبل أن يبدأ بالكلام، يبرز الرجل صورة ابن خالته، الضحية، والتي حفظها على جهازه الخلوي، ثم يقول بأسى: «لم يمض على زواجه أسبوعان حتى أستأنف ترحاله اليومي للعمل في أفران البيادر، ومثل أقرانه من عمال الأفران، يغدو قبل أن يطلع الفجر ليلتحق بعمله، فيفاجأ بشاحنة تقف فجأةً، فاصطدم بها قبل أن تتمكن قدمه من لحس الفرامل، ثم ما لبث أن فارق الحياة».
لا ينكر ديب على أهل الحصنية حقهم الطبيعي في السؤال والدفاع عن أرواح أبنائهم، لكنه يتساءل إذا كان من حق أهالي كل قرية وبلدة تقع بالقرب من الطرقات العامة التصرف على هواهم. هكذا هي أحوال الناس في عكار يتنافسون في أشكال الثأر لموتاهم. غداً يستفحل مستوى المنافسة ليصبح صراعاً بين الضحايا. وبعد غد يأتي أصحاب السعادة والمعالي لإصلاح ذات البين.
الصبي العامل في محل الميكانيك (الأخبار العدد 1126) يلقي باللائمة على ذاك. كل منهما يلقى حتفه على طريقته. وذوو هذه الضحية يحمّلون المسؤولية لذوي الضحية الأخرى. والدولة سعيدة بغفلتها عن معالجة الأسباب.