Strong>ساد قلق من إشكالات أمنية كبيرة في الشمال بعد جريمة ضهر العين، لكنّ الجيش اللبناني والقوى الأمنية تمكّنوا من ضبط الوضع، ولم تُسجَّل إصابات أو إشكالات كبيرة، إلّا أنّ المشهد الانتخابي تخلّلته عمليات إطلاق نار وتضارب وتلاسنفي المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية أول من أمس، طُبع المشهد الأمني بإشكالات مرتبطة بعملية الاقتراع والتنافس بين اللوائح المختلفة في محافظة الشمال. فيما شهدت مناطق الأخرى أحداثاً مختلفة، منها حوادث سير وصدم وسلب بقوة السلاح.
جريمة ضهر العين، التي وقعت يوم الجمعة الماضي، وذهب ضحيتها الشقيقان طوني ونايف صالح أرخت بظلالها على اليوم الانتخابي، وتخوّف البعض من وقوع إشكالات دامية. القوى الأمنية عملت على ضبط الإشكالات، لكنّ المشهد الشمالي لم يخلُ منها، وسُجّلت عمليات إطلاق نار، ولكن كان عددها قليلاً. في بحنين قرب المنية، أقدم مناصرو أحد المرشحين لرئاسة البلدية على إطلاق النار في الهواء، وسُمع دويّ انفجارين «لم تُعرف ماهيّتهما»، وصودف في هذه الأثناء مرور دورية من الجيش اللبناني، فحصل تبادل لإطلاق النار بين رجالها ومطلقي النار، وجرى توقيف ج. ع. (43 عاماً) وضُبط بحوزته سلاح كلاشنيكوف.
بعد إعلان نتائج الانتخابات مساءً، شهدت بلدة برقايل تبادل إطلاق نار بين مناصري اللائحة الفائزة، ومناصري اللائحة الخاسرة، جاء في التقارير الأمنية أنّ الإشكال بدأ عندما أُطلقت النار على منزل أحد الفائزين، لم يُصب أحد بأذى، وقد دهمت قوة من الجيش البلدة.
في دنبو، سُجّلت إصابة الشاب علي ع. في كتفه، فقد كانت قوة من الجيش تدهم منازل مطلقي نار في البلدة حين أقدم عدد من الشبان على رشق الدورية بالحجارة، ردّ رجالها بإطلاق النار لتفرقتهم، لكنّ علي ع. أصيب ونُقل إلى المستشفى للمعالجة.
أطلق مجهولون النار مساءً على مركز اقتراع في بلدة دنبو في عكار. على الفور، دهمت وحدات الجيش عدة أماكن وأوقفت خلالها 12 مشتبهاً فيهم، وعملت القوى الأمنية على ملاحقة آخرين يُشتبه في أنهم شاركوا في الإشكال قرب مركز الاقتراع.
في تلبيبة ـــــ قضاء حلبا، كانت دورية من الجيش اللبناني تواكب عدداً من المقترعين، حين اعترضها عدد من الشبان، وقطعوا الطريق بالحجارة، لكنّ رجال الدورية أطلقوا النار في الهواء لتفريق المعترضين. لم يُصب أحد بأذى، وأكملت الدورية والمقترعون طريقهم.
أطلق شعلان ح. وبلال ح. النار على مركز اقتراع في سفينة القيطع، حيث كانت توجد 20 امرأة، ولكن لم تُسجَّل أية إصابة.
إطلاق نار سُجّل أيضاً في الهيشة في وادي خالد وعلى أوتوستراد المنية، وسادت حالة من التوتّر في قبعيت، بعد نشر شائعات مفادها أن مناصري المرشحين المتنافسين يهيئون أسلحة في المنازل القريبة من مركز الاقتراع.
معظم الإشكالات التي وقعت شمالاً في اليوم الانتخابي، اقتصرت على التلاسن، ولكن سُجّل في البيرة إشكال تطور إلى تضارب بين مناصري المتنافسين على أثر إعلان النتائج.
شهدت بلدة علما ـــــ قضاء زغرتا وقوع إشكالات متتالية منذ الحادية عشرة من قبل الظهر، ولأكثر من ساعة، وقد «بدأت بين مندوبي اللائحتين المتنافستين. الأولى مدعومة من القوات اللبنانية وحركة الاستقلال وقوى 14 آذار من جهة، والثانية مدعومة من تيار المردة والتيار الوطني الحر»، وفق ما جاء في خبر نشرته الوكالة الوطنية للإعلام. بدأت الإشكالات بتلاسن تطور إلى تدافع وصراخ بين المتخاصمين، إلا أنّ الأمور هدأت عند تدخّل الجيش اللبناني الذي عزّز وحداته العسكرية في البلدة.
تلفت التقارير الأمنية الصادرة أخيراً إلى أن عدداً من بلدات قضاء زغرتا شهدت إشكالات بين مواطنين اقتصرت على التلاسن، وتدخلت قوى من الجيش على الفور لوضع حدٍّ لها.
(الأخبار)


محاصرة إشكالات

أول من أمس، انتشر الجيش اللبناني بكثافة في البلدات التي شهدت انتخابات. وقد أشرفت قوى الأمن الداخلي على سلامة العملية الانتخابية داخل أقلام الاقتراع، واستقدمت تعزيزات اضافية الى الشمال تخوفاً من حصول أي إشكالات بعد جريمة ضهر العين، إذ وصل عدد القوى الأمنية المشاركة الى حوالى 10000 عنصر. أخيراً، يرأس وزير الداخلية والبلديات زياد بارود اجتماعاً عادياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم. يُخصص جزء منه لتقويم العملية الانتخابية على المستوى الأمني.