رنا حايكبعد غياب دام 36 عاماً، تحتضن الجامعة الأميركية في بيروت نهار الأربعاء المقبل نشاطاً عريقاً كان يمارس في حرمها قبل أن يمنع عام 1974 بسبب الحرب الأهلية: «زاوية المتحدثين». هي مساحة حرة لمناقشة القضايا، سبق لها أن أطلقت نجوم الحركة الطالبية في سبعينيات القرن المنصرم. إلا أن فرحة بعض الطلاب بعودتها لم تكتمل، إذ ترافقت هذه العودة مع محظورات وضوابط تفرغ النشاط من محتواه كما يقول البعض، لأنها «تتنافى وحرية الرأي والتعبير»، يقول أيمن مكارم، رئيس نادي التراث في الجامعة. انطلاقاً من هذه النقطة، وعلى سبيل السخرية، دعا المحتجّون نائب رئيس اللجنة الطالبية في الجامعة الياس غانم لمناقشة قضية حرية الرأي في الجامعة نهار الأربعاء، فـ«الضوابط لا تقتصر على منع التطرق إلى مواضيع الدين والسياسة. هناك أيضاً مدير لجلسة الحوار يعود إليه إسكات فلان أو السماح لفلان بالتحدث، إضافة إلى أنه يترتب على كل من يرغب في التحدث إرسال بطاقته الجامعية إلى العميد مسبقاً، وهو أمر غير منطقي»، كما يقول أحد الطلاب.
في اتصال مع «الأخبار»، يشرح رئيس اللجنة الطالبية، الياس غانم، الدوافع وراء قرارات اللجنة، عازياً إياها لـ«حسن التنظيم ولاستباق المشاكل التي يمكن أن تنشب بين الطلاب المسيّسين في ظل الوضع السياسي الحساس المسيطر في البلد». لم يستبعد غانم أن يُرفع لاحقاً الحظر عن السياسة والدين «إذا ما برهن الطلاب على مسؤوليتهم وعلى قدرتهم على تقبّل الرأي الآخر باحترام وهدوء»، داعياً إياهم إلى تفهّم موقفه، حيث إن «الإدارة لم تكن موافقة أصلاً على عودة النشاط، وقد بذلنا مجهوداً كلجنة للوصول إلى تسوية». مجهود يضع العضو في النادي الثقافي الفلسطيني، بهاء الكيالي، الكثير من علامات الاستفهام عليه، إذ يرى أن «اللجنة متماهية تماماً مع الإدارة ومع خطها السياسي، وهي تستأثر بجميع النشاطات، حيث يمنع علينا حتى حضور اجتماعاتها والمشاركة في قراراتها، ما يفضي إلى عزل الطلاب». عزل يعزو الكيالي إليه «تحرّك الطلاب اليوم بطريقة شبه شخصية وغياب الحالة التنظيمية عن احتجاجاتهم». فبالرغم من احتجاجاتهم، لا تزال خطوة الطلاب المحتجّين غامضة إزاء نشاط الأربعاء. بعضهم يرجّح أن يقوموا بنشاط موازٍ في التوقيت ذاته، يكون بمثابة «off speakers corner».