زغرتا ـ عبد الكافي الصمدأوقفت الأجهزة الأمنية ثلاثة أشخاص من بلدة الفوّار ـــــ قضاء زغرتا على ذمّة التحقيق، وذلك على خلفيّة حادثة إلقاء حجارة على كنيسة مار ضوميط أثناء قدّاس عيد الفصح المجيد منتصف ليل السبت ـــــ الأحد الماضي، وبعدما سبّب ذلك حصول بلبلة في البلدة التي لم تعرف أيّ حوادث مشابهة بين أبناء الطائفتين الإسلامية والمسيحية حتى خلال الحرب الأهلية.
تقاطعت الروايات التي قصّها شهود عيان مع المعلومات الأمنيّة عن مجهولين ألقوا حجارةً 3 مرات باتجاه الكنيسة قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف يوم السبت الماضي، وتحديداً كلّما كان جرسها يقرع، ما دفع القائمين على القدّاس، وبعض الشخصيات إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية والاتصال ببعض فعّاليات البلدة من الطائفة الإسلامية للتعاون في معالجة الموضوع.
لكنّ المعلومات تضاربت بشأن ما سبّبته الحجارة الملقاة من أضرار، ففيما أشار شهود عيان إلى أن الحجارة سقطت في باحة الكنيسة ولم تلحق أذى بأحد، أوضحت مصادر أمنية أنّ الحجارة أدت الى تكسير زجاج بعض السيارات التي كانت مركونة عند مدخل الكنيسة، وقد أكد متابعون أنه بعدما جرى توقيف 4 أشخاص واقتيادهم إلى سرايا زغرتا لاستجوابهم، «أُفرج عن أحدهم وهو م. ع. فيما نقل الباقون وهم أ. ع. ر. ع. وط. ع. إلى سرايا طرابلس لاستكمال التحقيقات معهم»، وقد رجّحت شخصيات من البلدة أن يكون الحادث «متعلقاً بالتجاذبات السياسية والعائلية الدائرة فيها بسبب التنافس على الانتخابات البلدية والاختيارية»، متّهمين «مدسوسين بالوقوف وراء الحادثة»، ويضيفون إن الكنيسة «موجودة في حيّ جميع سكانه مسيحيّون؛ عدا أن المسيحيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 20 % من سكان البلدة، التي يزيد عددها على 2000 نسمة، يتوزعون الولاء السياسي بين

البعض رأى أن الحادث متعلّق بالتجاذبات والتنافس على الانتخابات البلدية والاختياريّة

تيار المردة من جهة، والنائبة السابقة نائلة معوض والقوات اللبنانية من جهة ثانية، ولم يتعرضوا لأيّ حوادث مماثلة في السابق، ما دفع مختار البلدة غازي جلول والأهالي إلى رفع لافتة عند مدخلها على طريق عام طرابلس ـــــ الضنية، حملت عبارة: «أهالي الفوار يرفضون أيّ عمل يمسّ بالعيش المشترك».
وأصدرت «رابطة آل العويك الخيرية الاجتماعية» بياناً أعربت فيه عن أسفها للحادث الذي «نفّذته جهات لم تعرف هويتها حتى الآن»، مستنكرةً هذا العمل الذي عدّته «فتنة».
الرابطة أعلنت «رفع الغطاء كاملاً عن أيّ فرد من أفرادها قد يكون متورطاً أو يثبت تورطه في هذا العمل الجبان، الذي من شأنه لو كتب له التطور أكثر فأكثر أن يفتح باب الفتنة على مستوى الوطن بأكمله وليس ضمن نطاق الفوار وحسب»، متمنيةً أن يكثّف الأهالي «آليات التواصل والاتصال في ما بينهم نظراً إلى الروابط الكثيرة التي تجمعهم، ونظراً إلى المستقبل المشترك الذي عليهم مواجهته معاً»، معتبرةً أن «ما يصيب الإخوة المسيحيين، يصيب آل العويك وأهالي الفوار جميعاً، والعكس كذلك»، ومشدّدةً على «متانة العلاقة التي تربطها وجميع أفرادها بالإخوة المسيحيين، وتجدد رفضها العزف على الوتر الطائفي مهما كانت الأحوال والظروف».