strong>قاسم س. قاسمفي أصغر مخيمات لبنان، مار الياس، وفي مكان «يدلّعه» اللاجئون الفلسطينيون باسم «شارع الحمرا»، لقلة عدد سكانه، واتساع معظم الأزقّة فيه، وفي مخيم يعدّ نسبياً من أنظف المخيمات «اللبنانية»، قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس، القيام بحملة لتنظيفه لإعلانه صديقاً للبيئة، وذلك لمناسبة يوم الصحة العالمي. لكن لماذا اختير مخيم مار الياس؟ يجيب رئيس المنطقة الوسطى في الوكالة، محمد خالد، بأنّ «المخيم مثله مثل باقي المخيمات الفلسطينية، وهو يضم في نسيجه مسلمين ومسيحيين، كما أنّ المبادرة بمشاركة بلدية بيروت». هكذا، بدأت حملة التنظيف باكراً في تمام السادسة صباحاً، بعض أبناء المخيم لم يكونوا على علم بما يجري حولهم، «فقنا وشفنا ناس عمّال تكنّس»، كما قال أحد أبناء المخيم. تولّى عمال الأونروا بملابسهم الكحلية، وناشطون من الجمعيات الفلسطينية والدولية العاملة في الوسط الفلسطيني بكنزاتهم البيضاء، مهمة تنظيف المخيم وتكنيسه. عُدة العمل كانت جاهزة، كمّامات، كفوف طبية، ومكانس، شارك الجميع في مهمة غير صعبة أصلاً في مكان يُعدّ المركز الأساسي للمكاتب الإعلامية للفصائل الفلسطينية. الحملة التي أطلقتها الأونروا تهدف إلى تحويل «مخيم مار الياس، مخيماً صديقاً للصحة»، كما تشير العبارات المطبوعة على قمصان المتطوعين، لتجاري الحملة الدولية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية «ألف مدينة ألف حياة». هكذا، تطمح الأونروا إلى تحويل مخيم مار الياس إلى «النموذج الأول لباقي المخيمات من ناحية الاهتمام بالبيئة الصحية فيه» كما يقول خالد. من جهتها تقول رئيسة قسم الصحة في الأونروا سهى إسماعيل إن «هذه المبادرة ستستمر عاماً واحداً وذلك بهدف تحسين البيئة الموجودة في المخيم، والعمل على إنشاء مراكز ترفيهية فيه»، مضيفةً إنّ «اختيار المخيم جرى بسبب هدوئه». ينتهي اليوم الصحي في المخيم بعد ثلاث ساعات من بدئه، يجول المتطوعون في المخيم، ليروا نتيجة أعمالهم. بعد اطمئنانهم إلى ما فعلت أيمانهم، انسحب المشاركون باتجاه مدرسة الكابري لالتقاط صورة جماعية. صورة دفعت أحد أصحاب الدكاكين في المخيم إلى القول ضاحكاً «والله عددكم أكثر من عدد سكان المخيم».