البقاع ــ نقولا أبو رجيلي وقعت اشتباكات مسلّحة أول من أمس بين أفراد ومواقع تابعة للجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة في بلدتي قوسايا وكفرزبد، مثّلت «حدثاً أمنياً وسياسياً» بامتياز. لكن قلة تنبهوا للأضرار التي لحقت بعدد من المنازل والمزارع والبساتين التي تقع تحت خط نار القذائف المدفعية والصاروخية المتبادلة بين الطرفين.
ساعات من الذعر والهلع، عاشها سكان المنازل المنتشرة في سهل بلدة كفرزبد (شرقي مدينة زحلة)، نتيجة المعارك المسلحة التي حصلت في محيط تلة عين البيضا، حيث الموقع العسكري التابع للجبهة الشعبيّة ـــــ القيادة العامة.
خلال جولة قامت بها «الأخبار» في تلك المنطقة، تبيّن سقوط عدد غير قليل من القذائف المدفعيّة والصاروخية بين المنازل وفوق رؤوس السكان والمزارعين، مسببة بعض الأضرار في الممتلكات.
«القدرة الإلهية أنقذت طفلي من الموت، بعدما سقطت إحدى الشظايا بالقرب منه»، هذا ما قاله خالد عيسى الذي يعمل في مزرعة لتربية الدواجن تقع بمحاذاة سلسلة الجبال الشرقية، وتبعد عن موقع عين البيضا الذي تعرض للقصف مسافة 2 كلم. أضاف عيسى أن شظايا القذائف التي تساقطت على سطح مبنى المزرعة المصنوع من ألواح الزنك، سببت نفوق نحو 300 طير من الدجاج، موضحاً أن «دوي أصوات القذائف سبب ذعراً لطيور الدجاج، فتجمع بعضها فوق بعض في الزوايا، وهذا ما أدى إلى اختناق أعداد منها».
كذلك لم تسلم مزرعة لتربية الأبقار في البلدة من شظايا القصف الصاروخي والمدفعي. صاحب المزرعة فواز ساسين لفت إلى أن زوجة أحد العمال وطفلها البالغ من العمر 4 سنوات، نجَوَا بأعجوبة من الموت، بعدما سقطت إحدى القذائف على مقربة من مبنى المزرعة. كذلك كانت حال عائلات عمال مزارع الدواجن التي يملكها كل من جورج أبو فيصل وأديب ساسين ونجيب أبو فيصل الذين أكدوا حدوث ثقوب في أسقف مزارعهم المصنوعة من الزنك.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن نجاة العمال وأولادهم تحققت لأنهم تمكنوا من الاختباء من الصواريخ والرصاص.
شظايا القذائف طالت أيضاً أسطح عدد من المنازل في المنطقة، وقد سارع أصحابها إلى نقل عائلاتهم إلى أماكن آمنة داخل القرية هرباً من غزارة القصف وأصوات القذائف المدفعيّة التي دوّت أصواتها في سماء المنطقة. فاطمة يونس (75 عاماً) عجوز تسكن مع عائلتها في سهل كفرزبد، راحت تتحدث عن المخاوف التي عاشتها، وحالات الهرب من غرفة إلى أخرى. ولفتت إلى عدة أماكن تساقطت فيها الشظايا في محيط منزلها.
في مكان قريب من الموقع المستهدف في تلة عين البيضا، سببت القذائف التي تساقطت في البساتين المجاورة، اقتلاع عدد من أشجار المنغا «الكاكي».
صاحب أحد البساتين المتضررة من آل خضر (فضل عدم ذكر اسمه بالكامل) أوضح لـ«الأخبار» أن جميع العمال والمزارعين في سهل بلدة كفرزبد، تركوا أرزاقهم يوم أول من أمس، وهربوا في اتجاهات متعددة، وأن وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة أقفلت جميع المنافذ المؤدية إلى السهل حيث جرت الاشتباكات. كذلك ساعد عناصر الجيش أصحاب الأراضي على إيقاف محركات آبارهم الأرتوازية، وتسهيل خروجهم من حقولهم.
من يتحمّل مسؤولية ما جرى يوم أول من أمس؟ هل يتكرر ذلك في المستقبل؟ أسئلة يطرحها المتضررون وأهالي بلدات كفرزبد، وعين كفرزبد وقوسايا ودير الغزال، التي تقع بمحاذاة سلسة الجبال الشرقية، وتمتد جغرافياً بين ثلاثة مواقع عسكرية تابعة للجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة.