استضاف لبنان أول من أمس، الدورة الـ33 لوزراء الشباب والرياضة العرب، بمشاركة 18 دولة عربية. انهمك المجتمعون في بحث جدول أعمال مزدحم بالمشاريع والقضايا، التي ــ على كثرتها ــ لم تخرج بشيء جديد
محمد محسن
لا يكفي مؤتمر يعقد في فندق فخم لحل مشكلات الشباب العربي، أو لطرح استراتيجيات لوضعه. شباب تفتك به معضلات العولمة الجديدة، فيما لا يجد متنفسّاً للتعبير داخل بلاده. في الدورة الـ33 لمؤتمر وزراء الشباب والرياضة العرب، الذي عقد أول من أمس في بيروت، لم يخرق وزراء الشباب جدار الأزمة الحقيقي. فمشكلة الشباب العربي ليست في ندرة ورش العمل، أو المخيّمات الكشفية والتطوعية، على العكس، هذه الأمور وفيرة. المشكلة في معظم البلدان العربية، هي أن شبابها ممنوع من البوح صراحةً برأيه، فضلاً عن أن امتلاك مسكن وقبله فرصة عمل، أمور من ثامن المستحيلات لا من سابعها. هل طلب الوزراء، مثلاً، تعديل التشريعات التي تبيح لرجال الأمن اعتقال أيّ مدوّن شاب لمجرد تعبيره عن رأيه السياسي؟ هل تطرّق الوزراء، بغير الكلام، إلى ضرورة توفير مستلزمات الشباب في مواجهة أفكار التعصّب التي تستقطبهم من المحيط إلى الخليج؟ وللمناسبة، ملعب كرة القدم، على أهميته، ليس وحده حلّ للمشكلة. أسئلة كثيرة كان من المفترض طرحها أول من أمس، على وزراء الشباب والرياضة العرب في مؤتمرهم، لكن جلسة النقاش واتخاذ القرارات كانت مغلقة على الصحافيين، الذين اقتصر حضورهم على تغطية جلسة الافتتاح. في الكلمات الافتتاحية للدورة، ركّز المتحدثون على ضرورة إشراك الشباب العربي في حل مشاكلهم، وإلى سعي الوزارات العربية إلى مكافحة آفات كثيرة يعانونها، ليس أوّلها المخدرات. لكن، لم يوجد أيّ ممثلين عن المنظمات الشبابية العربية لاستبيان آرائهم، بل اقتصرت النقاشات على الوزراء ووفودهم المرافقة.
هكذا، انتهت أعمال المؤتمر على توصيات كثيرة تتناول وضع الشباب العربي، حصلت عليها «الأخبار». استحوذت تونس بوصفها عاصمة دولية للشباب في 2010 على جزء مهم من التوصيات، إذ وافق المجتمعون على استضافتها لملتقى «الشباب العربي حول التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال» في بداية آب المقبل، كما سيسبق الملتقى، منتدى الشباب العربي، الذي سيعقد في تموز المقبل أيضاً. بدورها، ستستضيف دولة الإمارات في نهاية شهر تشرين الأول المقبل «الملتقى العلمي الأول للشباب العربي». أما المملكة الأردنية، فستستضيف بعد شهرين، الدورة العربية الثالثة بعنوان (البرلمانيون الشباب... تعزيز الحوار الديموقراطي). وفي التوقيت نفسه، سيجتمع شبّان عرب في السودان حول طاولة مؤتمر «صحة الشباب في الوطن العربي». وللإعلام الشبابي حصّته في ندوة تستضيفها قطر في نهاية نوفمبر. أما فلسطين، فستزورها في تموز، وفود من الكشفيّين العرب خلال إقامة اللقاء الكشفي العربي. في التوصيات أمران لافتان: الأول ذو طابع سياحي جديد، وهو المطالبة بتوفير أراض لبناء بيوت الشباب، أما الثاني، فهو الموافقة على تنفيذ مشروع تقرير دوري عن قضايا الشباب العربي، ستكون باكورتَه تقرير إحصائيّ عن أوضاع الشباب. لبنانياً، سيستضيف لبنان في أيلول المقبل، معسكر العمل التطوعي العربي. رئيس المؤتمر الحالي، وزير الشباب والرياضة اللبناني علي عبد الله أكّد في اتصال مع «الأخبار» أن لبنان سيشارك في جميع الأنشطة واللجان التي ستنبثق عن المؤتمر. وأضاف عبد الله إنه ستزور لبنان سنوياً 4 وفود شبابية عربية «وسنردّ لها الزيارة، وهي ضمن جولات لتبادل الخبرات والثقافات الشبابية».


1000 نادٍ للشباب المغربي

تحدّث وزير الرياضة والشباب المغربي المنصف بلخياط (الصورة) إلى «الأخبار» عن برنامج للتنمية الرياضية في المغرب. وقد بدأ تنفيذ المشروع هذا العام، وسيمتد إلى عام 2016.
ويهدف هذا المشروع إلى تقوية البنى التحتية المتعلّقة بالشباب والرياضة في المغرب، كيف ذلك؟ يجيب بلخياط بأنه قد رُصد مبلغ 400 مليون يورو لبناء جميع التجهيزات اللازمة للمشروع، الذي يستهدف بناء 1000 نادٍ رياضي في الأحياء المغربية الشعبية، سيُفتتح 125 منها خلال السنة المقبلة، على قاعدة أنه «يجب أن تقترب الرياضة من الأحياء الشعبية لا العكس» كما يقول الوزير، الذي أكّد أن توسّع رقعة الأبنية والإسمنت في المدن خفض مستوى نتائج الرياضة المغربية.