كامل جابررفضت لجنة المناقصة في اتحاد بلديات الشقيف المبلغ الذي رست عليه المناقصة الأخيرة التي أجراها الاتحاد يوم السبت الفائت، لتلزيم جمع النفايات والتخلص منها، بعدما تجاوز المبلغ الذي رست عليه مليارين و300 مليون ليرة لبنانية تقريباً.
وتوقفت اللجنة عند الرقم الذي كانت قد رست عليه المناقصة السابقة التي رفضها الاتحاد، وهو مليار و450 مليون ليرة، وقدمتها «شركة الجنوب للمقاولات». وهي الشركة التي لا تزال تجمع النفايات باتفاقات شهرية مع الاتحاد على أساس المبلغ الذي كانت تقوم عليه مناقصة عام 2009، أي مليار و970 مليون ليرة لبنانية.
ويحمّل عضو لجنة المناقصة، رئيس بلدية النبطية الفوقا، أسد غندور رئيس الاتحاد سميح حلال، «تبعة ما وصلت إليه الأمور. فقد عمّم فكرة أن المبلغ الذي رست عليه المناقصة لم يكن كافياً، وبالتالي عمل على إلغائه، ليلزم الشركة عينها بعملية إزالة النفايات من بلدات الاتحاد، بالمبلغ السابق». ويشير غندور إلى أن «ثمة قطبة مخفية وتآمراً على المال العام، تمارسه مجموعة من الأشخاص باتت تتحكم في أي مناقصة يجريها الاتحاد، لتفرض السعر والمبلغ اللذين تريدهما. ونحن بدورنا كلجنة مناقصة رفضنا ما آل إليه المبلغ الذي رست عليه المناقصة، وطلبنا من رئيس الاتحاد أن يرفع كتاباً باسمنا إلى وزارة الداخلية يبلغها رفضنا ذلك».
ويؤكد غندور أن «عملية التسويف التي تجري بخصوص تلزيم النفايات، تصبّ في خدمة أشخاص معيّنين دون غيرهم، يرتبطون بجهات معينة، كل غايتهم هدر المال العام». ويشير إلى أن «المناقصة المقبلة التي يجب أن تحصل بعد رفضنا نتائج المناقصة الحالية، أُجّلت إلى ما بعد الانتخابات البلدية، يعني أن المستفيد الأول هو الشركة عينها، بناءً على المبلغ السابق، بعدما كانت قد خفضته إلى مليار و450 مليون ليرة، لكي تكسب المناقصة. وبدلاً من أن تعود هي لترفضه، رفضه الاتحاد، ليصبّ الرفض في خدمتها، وهنا تكمن القطبة المخفية».
وكانت محاولات عديدة قد أجراها اتحاد بلديات الشقيف لتلزيم نفايات مدينة النبطية والبلدات المنضوية في الاتحاد، وهي نحو 97 بلدة، لكنها لم تفلح بسبب تحكم مجموعة معينة في عملية المناقصة. ويؤكد مصدر موثوق في اتحاد بلديات الشقيف «أن الشركات الثلاث التي تتقدم دائماً للمناقصة، هي شركة واحدة، تتفرع منها شركتان قريبتان من الشركة الأساس، ما كانت لتخفض مبلغ التلزيم إلى نحو مليار و450 مليون ليرة، في آخر مناقصة أجراها الاتحاد، لولا دخول منافس رابع لم يكن في الحسبان. لكن المؤسف في ذلك، أن الاتحاد هو الذي رفض المناقصة لا الشركة المستفيدة أولاً وأخيراً».
وكان رئيس بلدية حاروف الطبيب أحمد عياش قد وجه كتباً خطية إلى رئاسة اتحاد بلديات الشقيف، حذرها «من مغبّة وصول الأمور في عملية التلزيم إلى ما وصلت إليه حالياً، لكنها لم تجد آذاناً صاغية».