زغرتا ــ فريد بو فرنسيس «لن أعود ثانية إلى نيجيريا، لا أعرف ما الذي قد أتعرض له هناك مجدداً» بهذه الكلمات بدأ ميلاد يرق رواية حادثة تعرضه للخطف في نيجيريا في عملية خُطف فيها غسان جرمانوس وشابان سوريان. يقول «كنت ذاهباً إلى العمل صباح الخميس 8 الشهر الجاري، وصلت مع زميلي إلى مركز العمل في شركة ماكرو انجينيري، وكنا كالعادة برفقة شرطي، عندما هممنا بالنزول من السيارة، اشتبه الشرطي بثلاث سيارات ترجل منها نحو 25 مسلحاً يرتدون زياً عسكرياً، وحصل تبادل إطلاق نار بين الشرطي وبينهم، قُتل الشرطي فرموه بعيداً عن السيارة، وأبقونا داخلها من ثم طلبوا منا إبقاء عيوننا مغمضة، وانطلقوا بنا مسافة في رحلة استمرت نحو ثلاث ساعات».
يعمل ميلاد منذ نحو عامين في شركة ماكرو، ويؤكد ميلاد «لم نكن مستهدفين شخصياً في عملية الاختطاف، بل كانت الشركة المستهدفة، وكان الخاطفون يعرفون جيداً ما يفعلون، فهم انتظروا حتى أتينا جميعاً إلى مركز العمل، واختطفونا نحن الأربعة، حيث إن سوريين اثنين كانا قد وصلا قبلنا إلى مركز العمل».
كان ميلاد يتوقف عن الكلام كل فترة كي يسلم على الناس التي تأتي إلى منزله لتهنئته، ثم يتابع «توقف الموكب فينا بعدما سلكنا طرقاً وعرة داخل غابة كثيفة، من ثم أجبرونا على السير مسافة الكيلومتر حتى وصلنا إلى مركز لهم، وهناك أبقونا داخل

المخطوفون يعملون في شركة دفعت أكثر من مليون دولار لتحرير موظفيها من الخاطفين
غرفة بعدما طمأنونا «لا تخافوا لستم أنتم المستهدفين بل الشركة، إن ما نريده من هذه العملية هو المال، إذا دفعت الشركة المبلغ تخرجون الآن، وإلا فستطول إقامتكم عندنا».
عاش الشبان الأربعة خمسة أيام قيد الاختطاف، سُمح لهم بأكل الموز فقط وشرب الماء. في هذه الفترة بدأ التفاوض مع الشركة. ميلاد الذي يتقن اللغة الإنكليزية لعب دور الوسيط بين الخاطفين وصاحب الشركة اللبناني جوزيف س. يقول ميلاد «سُمح لنا فقط بتبليغ الإدارة بتعرضنا للخطف، وذلك عبر هاتف خاص كان الخاطفون يطفئونه بعد كل مكالمة»، يؤكد ميلاد أنه لم «يكن من الممكن أن تتدخل السفارة اللبنانية في هذا الموضوع، فالدولة النيجيرية كانت تعرف مكاننا بدليل أن طائرة الأباتشي كانت تحلق فوق رؤوسنا، إلا أنها لا تستطيع فعل أي شيء، وكل المعلومات التي سربت كان مصدرها الشركة».
بعد أربعة أيام على عملية الاختطاف، انتهت «المفاوضات» بالاتفاق على أن تدفع الشركة مبلغاً يفوق المليون دولار للخاطفين الذين طلبوا «مليونين ونصف مليون دولار كي يتركونا».
حمل الخاطفون الشبان الأربعة إلى مكان يبعد نحو 3 كلم عن مكان الاحتجاز، ثم غادرهم اثنان من الخاطفين، ليعودوا بعد حين وهم يحملون «الفدية»، عند هذا الحد حُرّر الخاطفون.