حائرة هو اسم فتاة. فتاة محجبة تدرس المسرح في الجامعة اللبنانية في الفرع الأول في الحدث. هي ملتزمة دينياً. محتشمة بطبيعة الحال، لكنها، يا للهول، تدرس في قسم المسرح. «ينظرون إلي نظرة دونية، وكأنني أمارس الفحشاء. وكل ما في الأمر هو أنني أفصل الأمور بعضها عن بعض، أفصل بين التزامي الديني واختصاص مثله مثل غيره من الاختصاصات، اخترته لأنني أحبه. فأنا أعتز بحجابي، لكنني أيضاً أحب المسرح ولا أجد تناقضاً بين الاثنين». لكن هذا رأي حائرة وحدها، فمعظم زملائها من الاختصاصات الأخرى يلومونها على هذا الفصل ويعتبرون أنه تهريج وأن التوفيق بين الأمرين مستحيل. هكذا، تعرّضت الطالبة لحملة في جامعتها حين أدّت، ضمن مسرحية شاركت فيها عن مادة التعبير الجسماني، مشهداً لمست فيه زميلاً لها. «قالولي عم بتشوهي صورة الحجاب وتسيئي لسمعة المحجبات!»، تقول الفتاة المقتنعة بأن هناك «توجهاً لإغلاق هذا القسم». فالحملات المغرضة لا تنتهي، برأيها. تشرح المؤامرة مستشهدة بحادثة تتكرر «إذا طالب مسرح حضن صديقته يعتبر منحلاً أخلاقياً، بينما نرى المسنودين من الطلاب في الجامعة يقومون بالشيء ذاته من دون اتهامهم بالانحلال». وفي هذا السياق، يتساءل زملاء حائرة، لِمَ تعلو كل زاوية ممكن أن يجلس فيها شخصان في الصرح الجامعي ورقة كتب عليها: «نرجو الالتزام بالآداب والأخلاق العامة». فهل أصبحت تطال الحياة الطالبية شبهة مسبقة بالفسق والفجور؟!رنا...