من يزُر مجمع الحدث الجامعي يتأكّد أن الصورة النمطية التي يلصقها بعض الطلاب بزملائهم في كلية الفنون الجميلة مستمدّة من موروث اجتماعي شعبي، ساد اعتقاد خاطئ أنه اندثر. واللافت أن النظرة إلى كلية الفنون تأتي في سياق طالبي عام، لا يوفّر كليّةً من الأحكام المسبقة. فكما أنه في كلية الإعلام «نحتاج إلى واسطة»، أو في كلية العلوم «يستحيل النجاح» و«بنات السياحة جميلات جداً»، يتحمّل طلاب كثر وزر وسم كلية الفنون بما ليس فيها. جولة مع بعض الطلاب، قد تعطي إشارةً عن صورة الفنون في محيطها. في كلية الحقوق، تستغرب كارول من «أشكال طلاب الفنون. كأنهم من كوكب آخر». أمّا سبب هذه الفكرة عند كارول؟ فـ«الشعر الطويل واللحى الطويلة والملابس الغريبة، فضلاً عن عزلتهم عن الآخرين»، كما تقول. يلاقي محمود من كلية العلوم كارول في رأيها، لكنّه «يعذر» طلاب الفنون: «يمكن اختصاصن بيتطلب يكونوا هيك». إلا أنّه يأخذ عليهم «سلوكيات منحرفة ككثرة التقبيل أو ما يحدث من تصرّفات خارجة عن المألوف على درج الكلية»، معترفاً في الوقت نفسه بأن «درج الفنون ليس لطلاب الفنون وحدهم، إذ إن كل الكليات تضم طلاباً يقومون أحياناً بأفعال تخدش الحياء في زوايا المجمّع». على الضفة المقابلة لهذا الرأي، يقف مروان من كلية إدارة الأعمال ورلى من كلية العلوم، إذ يقولان: «منذ سيطرة المتدينين على الجامعة، ونحن نسمع شائعات وأقاويل عن طلاب الفنون، فيما هم مسالمون ويتجنبون المشاكل دائماً. هل يعقل أن نكون في عام 2010، والطلاب الذين يفترض أن يكونوا منفتحي الأذهان والآفاق لا يزالون يحكمون على الشخص بسبب شكله الخارجي؟».
محمد...