في الجامعة اللبنانية، يتحدث بعض الطلاب عن انتخابات ألغيت ومجلس فرع حُلّ في معهد الفنون لأن أحد الأطراف السياسية النافذة اعترض عليه كونه غير ممثل فيه، علماً بأن المجلس كان قد أُلّف نتيجة انتخابات. هنا، تُتَّهم الإدارة بالرضوخ لقوة الأحزاب الممثلة داخل الحرم، وبعدم قدرتها على الدفاع عن مصالح الطلاب غير المرتكنين إلى حزب سياسي فاعل ونافذ، وبالتالي غير الممثلين في مجالس الفروع. إلا أن مشكلة التمثيل التي يشكو منها بعض الطلاب المستقلين في الجامعة اللبنانية، ليست حكراً على الجامعة الوطنية. ففي الجامعات الخاصة، تلمس ظاهرة مشابهة. في الجامعة الأميركية مثلاً، يعترض بعض الطلاب على ما يسمونه «تماهي» المجلس الطالبي الذي يمثلهم مع الإدارة، في توجهها «الليبرالي الذي يراعي مصالح السفارة الأميركية في لبنان». قد يبدو جذّاباً أن ندعو، في ظل هذه المعطيات، إلى نشوء حركة طلابية شبيهة بما كان موجوداً قبل الحرب الأهليّة. إلا أن المشكلة هي من سيكون نواة هذه الحركة؟! فالواقع يفيد بأن جزءاً ليس يسيراً من الطلاب بات في قبضة الطوائف وأمرائها. وقد أصبح الاستزلام فقرة أساسية في الـ«lebanese way of life». فلكل بيت، «ظهر» قوي «يحميه»، متمثّل في مرجعية مذهبية أو سياسية (في لبنان لا فرق بين الاثنتين). ارتهان نفعي يحكم الشباب، الذين لم يدركوا بعد كم يُستخدمون كوقود وأرقام في تظاهرات أحزاب حاشدة قد لا تسأل، في نهاية المطاف، عن مصالحهم.
رنا...