أنسي الحاجسمعتُ منتهى الرياء على إحدى الفضائيّات العربيّة. خلال ندوة ضمّت مسؤولاً في إحدى الجامعات اللبنانية وشخصيتين جامعيّتين من مصر قال الدكتور اللبناني: «لماذا نتناقش؟ معروف أن مصر تُنتج (أو تبدع، لم أعد أذكر) والعراق يقرأ ولبنان يَتْبَع». وقرأتُ في عيون الأستاذين المصريّين السرور والاحتقار.
عجزتُ عن متابعة المشاهدة رغم جاذبيّة مقدّمة البرنامج، وهكذا لم أعرف إذا كان قد تدخّل أحد للتصويب. عراقي، مثلاً، ليقول إن العراق سيّد القارئين كما هو سيّد الروّاد، ولولاه لما كان الشعر العربي الحديث، مثلاً، وتقاليده في الفتح الأدبي والحراك الفكري مستمرّة من معروف الرصافي إلى نازك الملائكة وبدر شاكر السيّاب وصولاً إلى عبد القادر الجنابي والأجيال اللاحقة له. ويقال عن السوريّين مثل ما يقال عن العراقيّين. والموضوع نفسه مفتوحٌ على مصراعيه بالنسبة إلى الخليج والمغرب. أمّا لبنان فالمصريّون خير العارفين بروّاده عندهم وخارجهم.
في الثلاثينات من القرن الماضي تبلورت في بيروت حركة أدبيّة، بالأخصّ حول جريدتي «المعرض» و«المكشوف»، ذات عَصَب لبناني متوقّد، والأصحّ القول عصبيّة. ولم تكن هذه العصبيّة بدون مبرّر، فقد قامت ردّاً على ما اعتبره أدباء بلاد الشام عموماً تجاهلاً مصريّاً لإنتاجهم.
غير أن حمّى تلك المواقف لم تحُل دون اهتمام الجريدتين الحثيث بالأدب المصري، وكان نفرٌ من أدباء مصر، وأبرزهم محمود تيمور، لا يتوقّفون عن إمداد «المكشوف» بمقالاتهم وأقاصيصهم. وظلّ الجدال بين الجبهتين سجالاً شارك فيه توفيق الحكيم وطه حسين والزيّات وزكي مبارك وسواهم وتميّز غالباً بالعطف والتفهّم من جانب القاهرة (دون أن ننسى المواقف الأخرى، تلك التي أمعنت في التعالي) وبلغ هذا العطف ذروته يوم أعلن طه حسين في حديث إلى نجيب صَدَقة أن الثقل الأدبي انتقل من القاهرة إلى بيروت، وأن الأدبين السوري واللبناني مظلومان لأنهما يفتقران إلى الدعاية.
كما يحصل غالباً لمَن يشعر بالغبن نحا بعض الأقلام اللبنانيّة (والسوريّة والعراقيّة) منحى متطرّفاً ضدّ «الأنانيّة والهيمنة والعنصريّة المصريّة»، وشُنَّت حملات على بعض الكتّاب وشُهِّر بالذين قيل إنهم «سَرَقوا» و«سطوا»، علماً بأن مذهب التشهير هذا كان عامّاً، ولم يوفّر أبناء البلد الواحد بعضهم ضد بعض، فطاولت السهام اللبنانيّة في مَن طاولت الأخطل الصغير، وفجّر الخلاف الشخصي معركة تبادُل اتهامات بالسرقة بين كرم ملحم كرم والياس أبو شبكة. وفي حمأة العصبيّة القِطريّة عيَّر بعض اللبنانيّين (ولا يزالون) المصريّين بأن نهضة صحافتهم مدينة للبنانيّين، حتّى بات النشء اللبناني اللاحق يظنّ أنْ ليس في مصر خيرٌ إلّا لبنانيّ الأصل، ولم يدرِ هذا النشء والذي بعده والذي بعد بعده أن اللبنانيّين كما أعطوا أخذوا، وأن الصحافة اللبنانيّة التي حملت راية «المدرسة اللبنانيّة» مدينة هي نفسها ببعض أساليبها للمصريّين أدباء وصحافيّين، ولمصر وتقاليدها رحابةً وديموقراطيّة.
المشكلة هي جهل العرب بعضهم لبعض، ولعلّ الحلّ يكون بثورة في المناهج التربويّة تجعل قاعدتها تعريف الناشئة بحقائق الأدب والفن والفكر في البلدان العربيّة كلّها من المشرق إلى المغرب عَبْر لجانٍ من الأساتذة المشهود لعلمهم ونزاهتهم تقوم بالاختيار والتعريف تأريخيّاً ونقديّاً بالتناسب مع المراحل التعليميّة.
ولا نخالنا نثقل على الجامعة العربيّة إن قلنا إن مهمّة كهذه هي من صلب مسؤولياتها، بصرف النظر عن مشكلات عجزها المالي الذي يكثر الكلام عليه هذه الأيّام.
... ومن واجبات المنابر الجماهيريّة، كالفضائيّات، أن تَقْصر مساحاتها على مَن تتوافر فيه، بأقلّ تقدير، صفتان لا تَساهُلَ فيهما: المعرفة والصدق.
■ ■ ■
أنا واحدٌ من الذين نشأوا في أجواء بقايا تلك العصبيّة الانتي مصريّة، وفي المقابل نالني في بداياتي نصيبٌ من كراهية بعض النقّاد المصريّين، أذكر منهم رجاء النقاش. وبدوري لم أكن منصِفاً. وإن كنتُ أفهم السلبيّة ضدّي فأنا غير معذور على سلبيّتي، وهذا ما بدأتُ أدركه في ما بعد وخاصة في أثناء مطالعتي أعداد جريدة «المكشوف» من بدايتها إلى نهايتها. لقد حمل «المكشوف» شعلة النهضة الأدبيّة اللبنانيّة لحقبة ما بين الحربين ولمرحلة الحرب الثانية وما بعدها بسنوات، وخاض معارك التجديد وفَتَحَ الدروب للقصّة مع مسابقاته فيها، ومع نشر بواكير توفيق يوسف عوّاد وخليل تقيّ الدين وفؤاد حدّاد وفؤاد كنعان وأحمد مكّي وترجمات لويس الحاج، حتّى أدركت منشورات دار «المكشوف» في الستينات الياس الديري ونشرت له رواية، فضلاً عن الاهتمام الدائم بنتاج الشعراء وعلى رأسهم أبو شبكة وسعيد عقل، والنقد والنقّاد والدارسين وكتّاب المقالة وفي طليعتهم مارون عبّود وأمين الريحاني وعمر فاخوري وبطرس البستاني (الثاني) وفؤاد أفرام البستاني ولطفي حيدر وعبد اللطيف شرارة... ناهيك بصاحب الجريدة فؤاد حبيش نفسه، وهو من أخطر المحرّكين، ولولاه لما كان «المكشوف» ولا التأَم شملُ ذلك الفريق المتوهّج الذي شكّل ظاهرة في تاريخنا الأدبي، مع «افتقاره» لحُسن الحظّ إلى قاسم مشترك «عقائدي»، ففيه اليميني واليساري، وفيه الدستوري والشيوعي، وفيه الإباحي والشديد الاحتشام، في تنوّع يكاد لا يعرف حدوداً. وتُلاحَظ بداياتٌ ليوسف الخال ولتوفيق صايغ على صفحات «المكشوف».
قلتُ إن مطالعتي مجموع أعداد «المكشوف» جعلتني أُدرك أسباب عصبيّتها وأتفهّمها وغالباً ما أؤيّدها، كما جعلتني في المقابل، وبعد إعادة مطالعة، أدركُ أنّ هناك مبالغة حصلت في التوتّر ضد مصر، ولم أفهم ذلك من مصر ومجلّاتها ولم يكن لي وصول إليها، بل من «المكشوف» نفسه، حيناً عبر مقالات مصريّة أو سوريّة أعاد نشرها بين أعمدته تردّ عليه وتفنّد مواقفه، وأحياناً عبر مقالات لأركانه ذاتهم تُنصف أدباء مصر وتنوّه بأفضالهم على الانبعاث الأدبي.
أستشهدُ دوماً بفكرة للأديب السوري عهد فاضل تقول إن اللبنانيّين ابتدعوا نوعاً من «الإمبرياليّة» الأدبيّة والفنيّة والفكريّة بلغت أوجها في الخمسينات والستينات من القرن العشرين وكادت تغزو معظم المناخ العربي. لئن صحَّ بعض هذا، على مبالغة القول، فلا يجوز حصر جذوره في الخمسينات والستينات بل يجب الرجوع إلى حقبة «المكشوف». حتّى الأدب المهجري (وليس كلّه لبنانيّاً) وجبران ومي لم يكن له ولا لهما الإسهام الناري المباشر في تأجيج العصبيّة اللبنانيّة الذي كان لـ«المكشوف». أمّا أهل النهضة السابقة، أمثال البساتنة واليازجيين والشدياق، فلا نعرف لهم هاجساً معلناً من هذا النوع، وفي قاموسه «محيط المحيط» عرّف المعلّم بطرس البستاني، ابن قرية الدبيّة وتلميذ عين وَرَقة أشهر مدارس ذلك العهد، ومؤسس «المدرسة الوطنيّة» عام 1863 لنشر الوعي في أعقاب فتنة 1860، عرّف لبنان بأنه «جبلٌ بالشام، قيل سُمّي به لبياض صخوره الكلسيّة». لا يعني ذلك أن الشعلة اللبنانيّة لم تضئ في أولئك الآباء، بل معناه أنّهم أسّسوا وبنوا كعلماء ولغويّين ومنوّرين وأدباء في المطلق، وفي المطلق العربي إذا جاز تحديد المطلق، ولعلّ أحد أبرز إنجازاتهم ترجمتهم للكتاب المقدّس، وكان أوّلهم فيها الشدياق تلاه البستاني والأسير وفان دايك ثم إبراهيم اليازجي. لقد اشتغل هؤلاء، كما اشتغل مجايلوهم واللاحقون كجرجي زيدان وشبلي الشميّل وفرح أنطون، تحت هَمّ العصرنة والتوعية، وأحياناً بجرأة فكريّة علمانيّة وإلحاديّة عزّ نظيرها هذه الأيّام، ولم يقصدوا أن ينشروا لبنانيّتهم ولكنّهم نشروها مع هذا دون إعلان، فالوعي الباطن يختزن ما ينكره أو ينساه العقل الواعي، ووضعوا حجارة الأساس، هم قبل جبران والمهجريّين، للإمبراطوريّة المعنويّة التي أشار إليها عهد فاضل وترسّخت إشارته في ذهني لا لكوني لبنانيّاً فقط بل لكونها تنطوي في بلاغتها على دلالات نفسيّة وحضاريّة وسياسيّة لعلّها ليست غريبة، في واحدٍ من مؤديّاتها، عن أسباب الحرب اللبنانيّة التي اندلعت في 13 نيسان 1975 ولا تزال مضاعفاتها تتفاعل وتعمل تدميراً من جهة وتوليداً من جهات أخرى. ولئن كانت معالم الدمار قد أخذت في جزء منها تتكشّف فإن ملامح التوليد لم تستكمل صورتها بعد، فلا يزال عهد ما بعد الدمار في طور التكوين.
■ ■ ■
يقول التاريخ إنْ لا بدّ من عصبيّة للنهضة، سواء قوميّة، أو ثقافيّة في المطلق. النهضة اللبنانيّة الأولى تظلّلت بالتنوير واكتفت به عموداً فقريّاً. النهضة الثانية، بدءاً من الثلاثينات، تزامنت مع تطوّرات سياسيّة سبقها إعلان دولة لبنان الكبير وأعقبها إعلان الاستقلال وما بينهما من تجاذبات لبنانيّة ـــــ عربيّة وتحديداً لبنانيّة ـــــ مصريّة ولبنانيّة ـــــ سوريّة وتبعاً لذلك لبنانيّة ـــــ لبنانيّة طغت فيها على طرف هنا النفحة الاستقلاليّة (المسيحيّة في الغالب) وعلى طرف هناك النفحة العروبيّة (المسلمة في الغالب) المتمسّكة بالوحدة مع دمشق.
لدى الحديث عن «مدرسة لبنانيّة» يثب إلى الذهن اسم سعيد عقل. إنّه عنوانها الأشهر. لا بفضل بريق الشعر فحسب بل أيضاً بالمواقف الفكريّة والنقديّة والسياسيّة. أمين نخله نجمها الإنشائي، صاهر الفصاحة العربيّة المجلوّة كعروس، بعطور الجبل اللبناني وثلوجه. صلاح لبكي أعطى «المدرسة» تلك بعداً من أبعادها الأسطوريّة لم يبلغ في أهميّته البعدين الوجداني والجمالي اللذين يخترق بهما شعره القلوب. فؤاد حدّاد ملعون الحداثة «اللبنانيّة» الأوّل. فؤاد سليمان لوعة قريتها. ميشال طراد قيثارتها. يوسف غصوب، عمر فاخوري، عبد الله العلايلي، مجلة «الحكمة» ورعيلها من فؤاد كنعان إلى يوسف حبشي الأشقر وكمال يوسف الحاج والأخوين جوزف وسليم باسيلا وجوزف نجيم وجورج غانم وجورج شامي وجميل جبر وشوقي أبي شقرا في بداياته وإدمون رزق وجوزف أبو رزق وسواهم. وفي هذا السياق، أو الأصحّ على مسافة منه، لعبت مجلتا «الأديب» (آلبر أديب) و«الآداب» (سهيل إدريس) دوراً مختلفاً، إذ أرادت الأولى نفسها مجلّة رصينة هادئة تصدر لجميع العرب من بيروت وأرادت الثانية نفسها مجلّة بيروتيّة عروبيّة ويساريّة صراعيّة تقاتل من أجل هذا الخط وعلى جبهتي الأدب والسياسة. وكان بين خصوماتها مجلة «شعر».
طبعاً لم تقتصر «المدرسة اللبنانيّة» على الأدب والفكر بل تجلّت صورتها الشعبيّة في الغناء (وشيئاً ما في المسرح). العمارة الفيروزيّة ـــــ الرحبانيّة لَقّحت بالرحيق اللبناني جميع الطبيعة العربيّة ونشرت أريج هذا الجبل في العالم ودون غبار معارك ولا جبهات تُذْكَر، بل بهناءة النعمة.
وخَلْف تلك العصبيّة الخلّاقة والدراماتيكيّة وقف معلّمون ونافخون معظمهم ظلّوا مجهولين، كأساتذة التعليم في المدارس الوطنيّة أو تلك الإرساليّة وأهمّها على الإطلاق اليسوعيّة ومستشرقوها، ومن أبرز خريّجيهم فؤاد أفرام البستاني صاحب «دائرة المعارف»، وهو أحد ألمع المبشّرين بالشخصيّة اللبنانيّة في سياق حضاري عام، يبدأ بالهندسة المعماريّة الفينيقيّة ولا ينتهي بعمارة القصيدة ذات الوحدة المُحكمة عند سعيد عقل. والعودة إليه في كتابات «المشرق» و«المكشوف» و«البشير» وغيرها، وفي كتبه، تلقي ضوءاً لا بدّ منه لفهم تطوّر المدرسة اللبنانيّة وخلفيّاتها البعيدة والغائرة أحياناً في طيّات خصائص أخرى قد تبدو مخالفة لها ومع هذا نُعجب كيف اندمجت فيها ولم يَعُد، لحقبة طويلة وخطيرة، بادياً منها غير هويّة محض لبنانيّة.
ومن المفارقات أن أهل «المكشوف» كانوا ينتقدون المصريّين بحجّة أن هؤلاء قِطْريّون منغلقون، أمّا هم فقد نفوا دوماً عن أنفسهم تهمة القِطْريّة وقالوا بالأدب العربي وأنكروا أن يكون ثمّة أدب مصري وآخر لبناني أو سوري أو عراقي إلخ...
■ ■ ■
والحقّ أنه إذا كان من عنصريّة في اللبنانويّة الأدبية فلم تكن فاشستيّة. لم تنطلق من نظرة ازدرائيّة للآخر، للعربي تحديداً، ولا من جنون امتلاك الحقيقة. لم تنطلق من جهل الآخر ـــــ على افتراض أن العربي هو آخر ـــــ بل من المزايدة عليه في معرفته ومن الشعور بالرغبة في تخطّي الحدود التي ارتضى نفسه أسيراً داخلها، وبالحقّ في بناء خصوصيّة للذات تحتاج لكي تنمو وتزدهر إلى فسحة من التفرّد بقدر ما تحتاج إلى الاعتراف بها من هذا المحيط الذي تنشد حريّة التميّز عنه، وهي تأمل في قرارة نفسها أن يحتضنها ذات يوم مهما تمرّدت، وأن يتبنّاها ولو تظاهرت بأنها تُنكره، وأن يلحق بها وأن تظلّ تسبقه.
بهذا المعنى يمكن، بل لا بدّ من التعامل مع هذا المعطى بالعكس، فلا نقول إن العصبيّة أنشأت عنصريّة أدبيّة لبنانيّة، بل إن شكوى اللبنانيين من تجاهل مصر لأدبهم أدّت إلى ردّة فعل جامحة أشبه بالعنصريّة. والحقيقة أن «عنصريّة» ما لدى المصريين قد ولّدت «عنصريّة» ما لدى اللبنانيين. والمفارقة أنه، باستثناء بعض الحماقات هنا وهناك، لم تُنتج هاتان «العنصريّتان» إلّا الخير للأدبين، فقد شهدت مصر تلك الحقبة أسطع نهضاتها، ونجيب محفوظ هو في ما بعد ابنها المتجاوز لها، وشهد لبنان حقبة حداثة جديدة تكوّنت له فيها خصائص وأركان لم يعرفها من قبل، ومهّدت مباشرة، مع سابقتها الجبرانيّة، لعهد مجلة «شعر» وما تلاها.
وإذا شئنا اختصاراً شديداً لأبرز مقوّمات الإضافة اللبنانيّة نقول إنه ابتكار أشكال جديدة (وبالطبع روح جديدة) خصوصاً في الشعر، رأى فيها أصحابها تجاوباً مع حاجات وجدانيّة وهواتف داخليّة ـــــ خارجيّة معاً، واقتراباً من روح عصرهم، وتجديداً لصيغ الكتابة، وانعتاقاً من المحنّطات، كما رأوا في بعضها إضافة إلى تراث إمّا أنه عرف مثيلاً له في ما مضى ورفض احتضانه، وإمّا أنه لم يعرف، ولا بدّ في حالة كهذه من اغتصاب.
لقد حقّق التجديد اللبناني فتوحات لم تَعُدْ ملْكاً له بل أضحت في صلب الواقع العربي. وفي هذا أملٌ آخر للخَلْق، وعزاء لمَن غامروا على مرّ التاريخ وهم غارقون في محيطات العَزْل.