فاتن الحاجأسبوعان فقط، هي المهلة التي أعطاها مجلسا مندوبي رابطتي أساتذة التعليم الثانوي والمهني الرسمي لوزير التربية حسن منيمنة لتنفيذ تعهده بإقرار الدرجات السبع في مجلس الوزراء. في هذه الأثناء، ستُعقد الجمعيات العمومية ابتداءً من اليوم الاثنين وحتى 4 أيار المقبل، لمناقشة توصية «أبغض الحلال» التي ليست سوى مقاطعة وضع أسس التصحيح وأعمال تصحيح الامتحانات الرسمية بالنسبة إلى «الثانوي»، وأعمال المراقبة والتصحيح بالنسبة إلى «المهني». إلى ذلك، سيكون 29 الجاري يوماً للتضامن الوطني مع أساتذة القطاعين، على أن يتخلله إضراب واعتصام ينفذه الأساتذة، ابتداءً من العاشرة والنصف صباحاً، أمام مبنى وزارة التربية.
هذا أبرز ما خرج به، أمس، مجلسا الرابطتين في جلستين منفصلتين، عقدت الأولى في معهد العناية التمريضية في بئر حسن، والثانية في ثانوية عمر فروخ الرسمية. فقاعة المحاضرات في الثانوية غصت، أمس، بأكثر من 350 مندوباً، في مشهد استثنائي في تاريخ اجتماعات مجلس مندوبي رابطة أساتذة التعليم الثانوي. حشد يجسد مرة جديدة الوحدة النقابيّة لحركة الأساتذة المتفلتة حتى الآن من «التسييس». هذه الحركة تريدها الرابطة، كما قال رئيسها حنا غريب، «نابعة من قواعد الأساتذة، وليست فوقية تُفرض عليهم من الهيئة الإدارية». في موازاة ذلك، وجه غريب نداءً إلى كل القوى السياسية بترجمة مواقفها الداعمة على طاولة مجلس الوزراء. ونقل رئيس الرابطة للأساتذة أجواء الاجتماعين الأخيرين مع وزير التربية. الوزير اعترف، بعد أكثر من ساعة من النقاش، بأحقية المطلب وتعهد بالسعي إلى إقراره. هو موقف متقدم، يقول غريب، «لكنّه ليس كافياً، ما يستدعي أن يحافظ الأساتذة على جهوزيتهم لقطف الثمار وفق خطين متوازيين: الضغط الميداني من جهة، والحوار لانتزاع المطلب من جهة ثانية». كذلك تناول الحوار مع الوزير التفاصيل لجهة جدولة الدفع، فكان أن رفض الأساتذة طرح منيمنة بتقسيمها إلى 5 سنوات. أما النقاش داخل مكاتب الفروع، فعكس إجماعاً على التمسك المطلق بالدرجات السبع، وإن اختلفت الطروحات لاستعادتها، على خلفية «بدنا ناكل عنب وما بدنا نقتل الناطور». إيمان قاروط، مقررة فرع بيروت، أكدت أهمية عدم تجزئة الدرجات إلى أكثر من دفعتين، لكنها طالبت بالتريث في التصعيد ريثما يقول مجلس الوزراء كلمته. وركز إبراهيم أيوب، مقرر فرع البقاع، على إبعاد انتفاضة الأساتذة عن الحراك السياسي والتفويض إلى الهيئة الإدارية متابعة المهمة بسرعة، لا بتسرع. أما جوزيف هيدموس، مقرر فرع جبل لبنان، فتحدث عن حماسة الغالبية للإضراب المفتوح الفوري، مروراً بمقاطعة الانتخابات البلدية، وصولاً إلى مقاطعة الامتحانات الرسمية. لكن البعض في المكتب أبدى، بحسب هيدموس، تحفظه على هذا التصعيد. ونوّه عزيز كرم، مقرر فرع الشمال، بتطور الحوار مع الوزير، مفوضاً إلى الهيئة الإدارية تحديد المواعيد المناسبة للتحرك قبل انتهاء العام الدراسي.
ونقل أحمد خليفة، مقرر فرع الجنوب، إجماع أساتذة المحافظة على الوصول إلى الطلاق مع الامتحانات الرسمية، على قاعدة أنّ «السياسيين جميعهم في الحكم، وأساتذة التعليم الثانوي جميعهم في الرابطة».


مرسوم الثانويين الناجحين

متى يصدر مرسوم الأساتذة الثانويين الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية؟ يسأل وفد رابطة أساتذة التعليم الثانوي وزير التربية حسن منيمنة، فيجيب: «قريباً. الملف رفع إلى مجلس الوزراء، ما تخافوا هودي ما في خطر عليهم». لكن لجنة الثانويين الناجحين طالبت، في بيان أصدرته أمس، بالإسراع في توقيع مرسوم تعيينهم، لكونها لم تعد ترى من مبرر للتأخير في ظل الحاجات القائمة في الثانويات الرسمية، ووعد وزير التربية بتعيين الناجحين قبل انتهاء مدة السنتين من تاريخ إجراء المباراة، ولا سيما بالنسبة إلى حاملي اختصاصي الفيزياء وعلوم الحياة الذين لا يحافظون، بحسب القانون، على نجاحهم بعد 24 الجاري.