عرض أفراد من «الهئية الصحية الإسلامية»، أمس، نماذج عن صحة الطلاب في مجسّمات توضح بعض الأخطار الصحية، إضافةً إلى إرشادات للاهتمام بالصحة والبيئة، في معرض «وقاية» الجامعي المتنقّل
محمد محسن
لماذ أدخّن؟ ما البديل؟ أسئلة طرحها جناح مكافحة التدخين في المعرض الصحي الجامعي «وقاية»، الذي تنظمّه الهيئة الصحية الإسلامية في كلية العلوم بمجمع الحدث الجامعي. لكنّ التدخين ليس وحده محور المعرض، إذ إن التجوال طويلاً بين أجنحته، يفيد أن المنظّمين لم يتركوا خطراً صحياً يحدق بصحة الجيل الشاب، إلّا تطرّقوا إليه. فالبيئة مثلاً، غائبة عن طلاب الجامعات بقدر اهتمامهم بالتدخين. أما المخدّرات... فالحديث عن انتشارها بين الطلّاب صار بديهياً!
وأنت تدخل المعرض، تستقبلك «سيجارة» ضخمة. لا لتدخّنها، بل لتوجّه إليها لكمة، وخصوصاً أنّ مجسّمها متشابه مع المجسّمات التي يتدرب عليها لاعبو الملاكمة. ومن لا يرد الملاكمة تعاطفاً مع السيجارة التي يدخّنها، فأمامه مجسّم لرجل يبدو قوياً من الخارج، لكنّ شكل رئتيه المريضتين من النيكوتين يصوّر للمدخّنين أشكال رئاتهم. ولمن أراد الإقلاع هدية من المنظّمين: كيس مليء ببدائل التدخين من علكة، سواك، مياه، وكعكة للقرمشة. وبعيداً عن التدخين، تستكين مجسّمات لرجال الدفاع المدني في الهيئة وهم يؤدّون مهماتهم. مجسّمات لمسعفين قدموا مجهوداً جباراً في الكوارث الطبيعية والمدنية والحروب. على مقربة منهم، يقف علي ليسأل عن عدّة الغطس وإمكان تعلّمه، فيما تستوقف لمى حقيبة الإسعافات الأولية، سائلة عن محتواها وكيفية استعمالها. انهماك بعض الزائرين من الطلاب بالإسعافات، لم يستطع حجب اهتمام آخرين بالرشاقة. كيف لا؟ وطابور الواقفين بانتظار مقارنة وزنهم وطول قامتهم بالمعدّل الطبيعي، يحجب نظرك عن الهرم الغذائي والنصائح المكتوبة قرب صور الأطعمة. وحين تسأل الفتاة التي تُجري الاختبارات عن النتائج، تجيبك مبتسمةً: «أكثرية الصبايا متناسقات الوزن والطول، أمّا الصبيان، فأكثريتهم يميلون نحو البدانة».
نحو جناح البيئة سر. هناك، تستقبلك كرة أرضية تحتل ثلاثة أرباع مساحة الجناح، حيث تقدّم المندوبة شرحاً عن عادات مؤذية. لكنّ الشرح يطول أمام منصة الطرق السليمة لاستخدام الحاسوب، وخصوصاً أنه خبز يومي للطلاب. أسئلة كثيرة وإجابات عن أساليب الجلوس على الكرسي، وكيفية التحكّم في الفأرة بطريقة لا تؤذي اليد على المدى البعيد. وللمخدّرات حصّتها في المعرض. هكذا، احتل طلاب «النادي العلمي» في كلية العلوم جناحاً شرحوا فيه مضارّ المخدّرات بصور تبرز فظاعة آثار هذه العادة. وحضرت المخدرات «شخصياً» عبر عيّنات من جميع حبوبها وبودرتها وبذورها، ساعد مكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية على توفيرها، وشرح مندوب عنه آثارها المدمّرة وطرق تهريبها من جانب المدمنين والتجار سواء بسواء. كذلك، ضمّ المعرض جناحاً مختصّاً بالأسنان: طرائق تنظيفها الصحيحة، أي دائرياً، إضافةً إلى نصائح تمنع التسوّس، وتؤكد ضرورة تنظيف الأسنان مرتين يومياً.
كان قلب المنظّمين حنوناً على قلوب الطلاب. وضعوا مجسمّاً فلّينياً ضخماً، يدور حول نفسه، وقربه إرشادات عامة تقي من أمراض القلب. سيستمر هذا الدوران أربعة أيام، وتتخلّله ندوات صحية وعلمية.



يستعين المسعف وائل (الصورة)، في الهيئة الصحيّة الإسلاميّة، بخبرته في حروب تموز 1993 ونيسان 1996 وتموز 2006. يقف أمام مجسّمات المسعفين، ويشرح للطلاب الزائرين أموراً عديدة، تتناول أولويات عمل الدفاع المدني «الحفاظ على أرواح الناس وإنقاذهم في كل الكوارث».