طرابلس ــ عبد الكافي الصمدأمس، خلال مؤتمر «حماية الأطفال والشباب: استراتيجيّة مستقبليّة» في الشمال، أعلن رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي أن معدلات الفقر الصادرة في تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية ووكالة الأمم المتحدة للتنمية عن العام الفائت، تضع طرابلس في أدنى مستويات سلّم الفقر في لبنان، حيث تصل معدلات الفقر فيها إلى 57%، وهو معدل كارثي ينتج منه تداعيات، يأتي في طليعتها عمالة الأطفال والتسرّب المدرسي. قالها في مداخلة له، واضعاً إصبعه على جرح المدينة. وقد كان المؤتمر فرصة للحديث عن شباب الشمال، علماً بأنه انعقد برعاية المعهد العربي لإنماء المدن، البنك الدولي، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وجمعية الشبان المسيحية في لبنان وبلدية طرابلس.
المدن أساسيّة في بناء واقع شبابي صحّي، وفقاً لما أشار إليه منسّق مشروع الفقر الحضري في «المعهد العربي لإنماء المدن» عثمان نور، الذي رأى أنه يجب «مساعدة المدن في تخفيف حدة الفقر، وإعداد الكوادر البشرية بالتعاون مع هيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص». وعرض نور الخطوط العريضة لمشروع الحد من الفقر الحضري، لافتاً إلى أن منظمة المدن العربية «تضم 400 مدينة عربية، ولذلك فإن عملنا فيها يجري على مراحل لأننا لا نستطيع أن نعمل بها في وقت واحد»، كاشفاً أن «مهمتنا تبدأ بعد إعداد دراسات تقدمها بلديات ومؤسسات المجتمع المدني وباحثون ومهتمون، وأن المشروع يهدف إلى مساعدة المدن العربية في تخفيف حدة الفقر، وتعزيز القدرات لدى العاملين في بلدياتها، ومعالجة مشاكل السكن العشوائي، وتنظيم المدن وغير ذلك».
في المقابل، حاول جمالي الإضاءة قليلاً على بعض تجارب البلدية، في هذا الموضوع، فأكد أنها أطلقت «مشاريع مهمة من أجل التصدي للواقع (مشروع تدريب مهني معجل للشباب، استحداث مركز شبابنا، إنشاء ملاعب رياضية في الأحياء المهمشة والمحرومة لاجتذاب

تشير الإحصاءات إلى أن معدل الفقر في طرابلس هو إلى 57%
الشباب)». لم يجد مفرّاً من الاعتراف بأن حجم المشكلة الاقتصادية ـــــ الاجتماعية فاق إمكانات المعالجة، مستبشراً خيراً بمبادرة شبكة الأمان الاجتماعي للأطفال والشباب. وبدأت فكرة شبكة الأمان بدعوة سابقة من جمعية الشبان المسيحية في لبنان، وقد اعتبرها المدير العام الجمعية جوزف عواد، خلال كلمة له في المؤتمر، «فرصة للتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل مقاربة تنمويّة اجتماعيّة صحيحة». وفي الإطار ذاته، أوضح مدير المعهد العربي لإنماء المدن الدكتور أحمد سلوم أن «مستقبل المدن مرهون بالدرجة الأولى بما تمتلكه من موارد بشرية وقدرات وكفاءات مؤهّلة ومدربة، وفي مقدمة ذلك فئة الشباب الذين يمثّلون الشريحة الأكبر في أي مجتمع»، آملاً أن يخرج المؤتمر «بتوصيات عملية وفعالة تدعم الجهود لإيجاد نموذج جيد لخدمة قضايا الأطفال والشباب والحد من الفقر الحضري، يمكن الاستفادة منه في طرابلس والمدن اللبنانية، وتعميمه على مدن عربية أخرى».
إلى ذلك، وزعت شهادات التدريب المعجل على متدربين شاركوا في الفترة الممتدة بين تشرين الأول 2009 وشباط الماضي، في دورات متخصصة في التصوير والكومبيوتر، كانت قد أقيمت في مراكز خاصة في مناطق باب التبانة ومخيم البداوي، برعاية أساتذة واختصاصيين.