رنا حايكضمن الصفوف اللامنهجية، تتابع تلميذات مبرّة السيدة خديجة الكبرى برنامج «ستّات بيوت»، حيث يتدرّبن على مهارات الاقتصاد المنزلي وأصول الكياسة، مع قواعد الطبخ الأساسية طبعاً. فنظراً إلى أن تلامذة المبرات هم في مدرسة داخلية، أي أنهم لا يخوضون ما يخوضه أقرانهم من تجارب حياتية اجتماعية في كنف الأسر والبيوت التي يتربّون فيها، ارتأى المسؤولون عنهم خلق مساحة لهم يتعرفون فيها إلى تفاصيل الحياة خارج مبرّتهم: كيف يتعاملون مع البائعين في السوق خلال شراء حاجياتهم؟ كيف ينفقون مبلغاً محدوداً من المال لشراء تلك الحاجيات؟ وكيف يصنعون منها أطباقاً شهيّة؟ ثم، بعدها، كيف يستقبلون ضيوفهم ويعاملونهم بلباقة؟ هكذا، قسّمت الطالبات البالغات 16 عاماً إلى أسر، تضمّ كل واحدة منها 20 طالبة. وفي كل يوم جمعة، نهار العطلة، كانت إحدى هذه الأسر تسلَّم مبلغاً من المال (300 ألف ليرة)، لتقوم بتحضير حفل غداء لأسرة تضم 20 طفلاً من زملائهم. تحضر الغداء لجنة تحكيم تقوّم مذاق المأكولات، طريقة ترتيب المائدة، النظافة وطريقة استقبال المدعويّن. في المقابل، كان المدعوّون بدورهم يخضعون لدروس في الكياسة، فيحضرون معهم باقة من الورد وتذكارات لأصحاب الدعوة.
تناوبت أسر عدة خلال الأشهر الأربعة الماضية على تحضير الموائد، أسر تنتظر بفارغ الصبر إعلان النتائج خلال الشهر المقبل لمعرفة من منها ستفوز بالمرتبة الأولى.