قاسم س. قاسم«أهلاً بكم في سوريا على شبكة سيرياتيل، لأي مساعدة الرجاء الاتصال على الرقم المجاني 111، للدليل السياحي الاتصال على 1555، نتمنى لكم الاستمتاع بإقامتكم». من الطبيعي أن تصلك مثل هذه الرسالة النصيّة بمجرد دخولك الأراضي السورية، أو عبورك نقطة المصنع، لكن عندما تتلقاها على هاتفك اللبناني النقال ضمن الأراضي اللبنانية فلا بد أن هناك مشكلة ما: والمشكلة هي على الأرجح ضعف إرسال شبكة الاتصالات اللبنانية التي أنت مشترك فيها. هكذا، وصلت رسالة الترحيب أعلاه، إلى هاتف ليّا ح. مع أنها كانت تبعد عن الحدود السورية ما بين 30 إلى 40 كلم، وتحديداً في منطقة ضهر البيدر. للوهلة الأولى يبدو كأن خطأً تقنياً أصاب هاتفها، أو ربما «فاتت الخطوط بعضها ببعض»، كما تقول، لكن نظرة ثانية إلى شاشة الهاتف تؤكد أن هاتفها «طبيعي»، وأن المشكلة هي في بث «أم تي سي تاتش»، شركة الاتصالات اللبنانية التي ظهر اسم «سيرياتيل» مكانها. عند انتباهها للتغيير الطارئ، يبدأ الجميع بتفحص هواتفه، جهاد

وصلت الرسالة النصيّة من سيرياتيل ونحن في ضهر البيدر
انقطع إرساله، أمل، المشتركة في شركة «ألفا» لا يزال إرسالها «مفوّل»، أما الوحيد الذي لم يلتفت إلى هاتفه فهو ماهر لأن «خطّي دولي» كما قال. تمر لحظات ولا يزال اسم الشركة السورية يغطي شاشة هاتفها، تعلّق ليّا: «عجبكم صارت الشبكة سورية». يمر الجميع على حاجز ضهر البيدر، تبقى الشبكة سورية الهوا، تحاول أمل الاتصال على رقم صديقتها، يجيب أن «الرقم المطلوب غير متوافر في الخدمة حالياً يرجى المحاولة لاحقاً». في شتورا تعود الأمور إلى طبيعتها مؤقتاً، إذ بقي اسم الشركة يتبدل بين «سيرياتيل» و«ام تي سي تاتش»، وذلك حسب المناطق التي تمر بها. لكن لماذا وأنت ضمن الأراضي اللبنانية تستقبل بث إرسال شبكة سورية؟ «معك أندريه»، يجيب العامل في قسم الشكاوى في شركة «أم تي سي»، الذي اتصلنا به للشكوى. يشرح أن «إرسال الشبكة السورية طاغ على إرسال شبكتنا في تلك المنطقة، وإذا أردت أن تعود إلى استقبال بثنا، فغيّر برمجة هاتفك من الاختيار الأوتوماتيكي للشبكة إلى اليدوي». لكنه لم يذكر السبب في طغيان البث السوري، والذي لا شك في أنه لضعف بثهم. هكذا، ونتيجة الاتفاق القائم بين شركتي الهاتف السورية واللبنانية، يستطيع جميع مشتركي «أم تي سي» استقبال بث الشركة السورية ضمن الأراضي اللبنانية، وتحديداً في منطقة ضهر البيدر. أما كلفة المكالمة؟ فمجرد «50 سنتاً للرسالة النصية، بس ما فيك تعمل اتصال». لكن ماذا إذا كنت على الحدود مع فلسطين المحتلة وتحديداً في منطقة عيتا الشعب هل سنستقبل بث شركة اتصالات إسرائيلية؟ يجيب أندريه: «أكيد لأ يا أستاذ لأنو ما عاملين اتفاقية معهم».