صيدا ــ خالد الغربيبعد شهرين تجرى مسابقة كأس العالم لكرة القدم. تعصّب اللبنانيين وانقسامهم في تشجيع فريق هذه الدولة أو تلك في المونديال استغلهما البائعون من أجل الترويج لسلعهم ومنتجاتهم بطريقة ذكية، فتفنّن العديد منهم في ابتكار أفكار تسويقيّة لكسب الزبائن والمشجّعين. ومن آخر «نهفات» الاستعداد اللبناني لحدث كأس العالم، وجود «سوتيانات» وفانيلات داخلية في أسواق صيدا تحمل أعلام بعض الدول المشاركة في المونديال. هذه «النهفات» انتزعت من بائع عرانيس الذرة على الكورنيش البحري في صيدا، محمد عساف، تعليقاً فخوراً بـ«اللبناني الحربوق» الذي يصفه بأنه «يعرف من أين تؤكل الكتف»، ثم أخذ ينادي على رواد الكورنيش للتلذذ بعرانيسه: «شرّفوا وتذوّقوا عرانيسنا، شي بطعم الطليان وشي بالطعم الألماني وشي بالطعم البرازيلي. ع ذوقك نقّي واستحلي»، ليعمد بعد ذلك إلى لف عرنوس بورقة تحمل علماً برازيلياً لأن الزبون من مشجعي المنتخب البرازيلي، «وشو لكان التجارة بدها شطارة»، قال عساف جملته وقد أخذ منه الضحك مأخذاً.
من آخر نهفات المونديال سوتيانات وفانيلات تحمل أعلام الفرق
ليس وحده بائع الذرة من استغل اقتراب المونديال للتسويق لبضاعته، وقد شهد العقل التسويقي هذا العام قفزة نوعية باختراقه الملابس النسائية والرجالية الداخلية، فظهرت في بعض المحال في المدينة فانيلات وسوتيانات حملت أعلام الدول المشاركة، وأبلغنا أحد البائعين أن الإقبال على شراء معروضاته من هذه الملابس ممتاز، وأنه في صدد طلب المزيد منها من البلاد المصنّعة لها، أي سوريا، بعدما اكتشف أنها فكرة رائعة ولها جمهورها، موضحاً أن أعلى نسبة مبيع من هذه الموديلات الداخلية سجلت لمصلحة تلك التي تحمل أعلام البرازيل وإيطاليا وألمانيا، من دون أن يوضح ما إذا كان الزبائن يبتاعون ثيابهم الداخلية تلك كفريق واحد من بلد واحد، أو كفريقين متنافسين.
مؤسسات سياحية ومحال التسلية انساقت بدورها لرغبة روادها وجماهيرها في عيش مناخ المونديال المقبل. فالمشرفون على مقهى الشاكرية في صيدا رفعوا عشرات أعلام الفرق ومنتخبات دول العالم المشاركة في المسابقة، في ما بدا انسياقاً مع ميول زبائنهم الذين تتعدد ولاءاتهم لمصلحة هذا المنتخب أو ذاك.
أكرم خضرا، الملقب بـ«الزعامة»، عرض أمام محطته للوقود عدداً من السيارات المستعملة للبيع، وقد آثر أن ترفرف عليها أعلام المونديال والدول المشاركة بدون احترام ماركة البلد المصنّع. هكذا، لم تعد تلك السيارات تحمل أعلام بلاد المنشأ، فقد تكون السيارة يابانية الصنع، لكن العلم الألماني يرفرف عليها، مغازلاً لبنانيين يريدون جمع المجد من طرفيه.