نقولا أبو رجيليكثّفت القوى الأمنية والعسكرية في البقاع دورياتها في مدينة زحلة وجوارها، بحثاً عن غسان ف. (50 عاماً)، وذلك للاشتباه بأنه أطلق يوم الجمعة الماضي النار من مسدس حربي على ابن مدينته فادي التنّ (30 عاماً)، خلال مشاركتهما في مأدبة غداء أقامها أحد أقاربهما.
مسؤول أمني قال إن ريمون ت. أقام المأدبة لمناسبة خروجه من السجن، «وبالإضافة إلى وجبات الطعام والمشروبات، حضرت إلى المائدة بقوة أطباق سياسة الانتخابات البلدية والاختيارية. احتدم النقاش بين المشتبه فيه والجريح، وما لبث أن تطوّر الخلاف إلى تبادل للشتائم من العيار الثقيل، وصلت إلى حدّ التدافع والتهديد باستعمال السلاح، وقد عمل بعض المدعوين على تهدئة النفوس».
لم يمض وقت طويل، حتى تجمّع عدد كبير من الأشخاص خارج المنزل، وتجدد الخلاف بين الجانبين، بحيث أقدم غسان ف. على إطلاق عدة عيارات نارية من مسدس حربي باتجاه فادي التنّ، فأصيب الأخير برصاصة في بطنه.
نُقل الجريح إلى مستشفى في زحلة، وخضع لعمليّة جراحية قُطع بنتيجتها قسم من الأمعاء التي مزّقت الرصاصة بعضاً منها، مخلفةً نزفاً حاداً في الجهاز الهضمي. ولا يزال الجريح يخضع للعلاج ووضعه الصحي مستقر. عاين طبيب شرعي الجريح، وكلّفت الأدلة الجنائية الكشف على مكان الحادث، وبالاستماع إلى إفادته من مخفر درك زحلة، اتخذ الجريح صفة الادعاء الشخصي على مطلق النار وكل من يظهره التحقيق شريكاً كان أو متدخلاً أو محرضاً.
فور شيوع الخبر، حضرت إلى المكان قوة من الجيش اللبناني ودوريات من مختلف الأجهزة الأمنية، وعملت على ضبط الأمن وأعادت الأمور إلى طبيعتها، وبناءً على إشارة النيابة العامة الاستئنافية في البقاع، أطلقت حملة دهم للبحث عن المشبه فيه الذي فرّ إلى جهة مجهولة بعد حصول الحادثة مباشرةً.
علمت «الأخبار» من مسؤول أمني أن القوى الأمنية ضبطت كمية من الأسلحة والذخائر في منزل المشتبه فيه. وقد توسعت حملة البحث والدهم لتشمل العديد من البلدات والقرى في البقاع الأوسط، التي من المحتمل أن يكون الفاعل قد لجأ إليها.
الحادثة أثارت بعض البلبلة بين سكان زحلة، حيث طغى عليها الطابع السياسي والانتخابي، ولا سيما أنها تحصل عشية الانتخابات المحليّة التي تشهد اصطفافات حادة بين جميع الأفرقاء السياسين في زحلة، وقد يستغلها البعض لأغراض انتخابية. وسرت شائعات خلال اليومين الماضيين، تقول إن الخلاف وقع على خلفيّة سياسية بين مؤيدين للنائب السابق الياس سكاف ومعارضين له، ويتردد أيضاً أن الأخير «كان من بين المدعوين إلى مأدبة الغداء، وأنه فشل في لجم الخلاف بين من يعدّهم من أقرب المقربين إليه، ما حداه إلى ترك المنزل مع مرافقيه قبل حصول إطلاق النار بوقت قليل».
هذه الحادثة تأتي بعد أقل من أسبوع على حادثة العثور على قنبلتين يدويتين، واحدة أمام مدخل منزل النائب إيلي ماروني في حيّ الميدان، والثانية وجدت متدليّة على زجاج سيارته في المكان نفسه.