قاسم س. قاسم«عندما أكون مع صديقتي الأوروبية، يعتقد الناس أنني خادمتها. وحين يتحدثون معنا، فهم لا يوجّهون الحديث إليّ بل إليها، مع أنني أنا من يحدّثهم»، تقول المواطنة الأميركية سيمبا سم، التي تعمل في لبنان كمنسّقة أسطوانات (دي دجاي). كانت الفتاة تتحدث بالإنكليزية التي تولى ترجمتها صديقها. مشكلة سيمبا الأفريقية ـــــ الأميركية أن لون بشرتها داكن، ما يدفع بعض اللبنانيين إلى إطلاق عبارات عنصرية بحقها مثل: «راس العبد وشوكولاتة»، كما تقول. ولتغيير الصورة النمطية الموجودة لدى اللبنانيين بحق أصحاب البشرة الداكنة، وللعمل على إقرار يوم عطلة أسبوعية لعاملات المنازل الأجنبيات، عقدت حملة «24/7» مؤتمرها الصحافي الأول، في زيكو هاوس، أمس، لإطلاق مشروع الحملة الذي سيستمر أسبوعاً. أما توقيت تنفيذ النشاطات، فبالطبع لن يكون هناك أفضل من 1 أيار يوم عيد العمّال.
والحملة لم تأت من فراغ، فهي كانت قد بدأت قبل سنة، حيث عمل «التويتيريون، والفايسبوكيون على وضع الانتهاكات التي كانت تتعرض لها عاملات المنازل على المواقع الإلكترونية»، كما يقول علي، عرّيف الحملة.
لا بد لنا من المطالبة بإقرار يوم عطلة للعاملات
يضيف: «استمر رصدنا لهذه الانتهاكات في لبنان والعالم العربي، وكان لا بد لنا من المطالبة بإقرار يوم عطلة واحد للعاملات، بالإضافة إلى تعديل قانون العمل الذي لا يعطيهنّ كامل حقوقهنّ، مثل عدم تحديد ساعات العمل، وإبقاء الأوراق الرسمية للعاملات مع مستخدميهن».
أما أول نشاطات الحملة يوم السبت فهو تعريف اللبنانيين على طعام العاملات الأجنبيات في سوق الطيب، حيث ستعرض مأكولات من «نيجيريا، إثيوبيا، سريلانكا، وستبيعها العاملات الأجنبيات اللواتي ينظر إليهن حينها كسيدات أعمال يبعن ويشترين» تقول سيمبا. ثم تحدث زيد حمدان الذي أعلن «سأغني لهذه القضية السبت المقبل لأن الموسيقى لغة عالمية، بالمشاركة مع موسيقيين من السودان وإثيوبيا».
وتقام الحفلة على كورنيش عين المريسة البحري، فور وصول المسيرة من جسر الكرنتينا في الثالثة من بعد ظهر السبت، وستضم فرقاً أفريقية ولبنانية بهدف إظهار «المظهر الثقافي لهؤلاء العاملات اللواتي سيشاركن بملابس بلادهن الثقافية» يقول علي.
ثم تحدثت سيمبا عن المضايقات التي تتعرض لها يومياً في لبنان، وخصوصاً من رجال قوى الأمن الداخلي الذين اعتادوا «إيقافي وسؤالي عن جواز سفري، لكنهم عندما يرون أنني مواطنة أميركية، يتلعثمون ويعيدون إليّ الجواز مع الاعتذار! فلماذا هذا التناقض بالتعامل؟» تسأل.
ينتهي النشاط ليبدأ وضع اللمسات الأخيرة على برنامج 1 أيار، على أمل أن لا ينشر قبل حلوله خبر انتحار عاملة منزل.