رنا حايكالحركة الطالبية ليست بخير. في أسبوع الفصل العنصري في الجامعة الأميركية أجانب كثر وراء تنظيم الحدث وبعض الطلاب العرب فقط. بعض المنكفئين منهم غيور على تخرجه ولا يريد أي عثرات في طريقه إلى استلام الشهادة، بعضهم يخاف من الشبهة السياسية على طريقة «السياسة مش لإلنا»، بعضهم لم يعد يبالي، وبعضهم عربي لا يتحدث العربية أصلاً. الانكفاء السياسي والاجتماعي لا يُجزآن. هي رزمة واحدة. لطالما عزي إنتاج الفنون، والحراك الاجتماعي والسياسي، لطبقة وسطية، يدفعها موقعها الوسطي بين طبقة أغنياء لا ارتقاء بعد ارتقائهم وطبقة فقراء تقدمهم صعب مهما تململوا، وهم غارقون في دوامة فقرهم تحت عنوان «جنب الحيط ويا رب السترة». كيف يضمن المجتمع استمرار الحراك والإبداع والإنتاجية في ظل انقراض طبقته الوسطى؟ طبعاً، يتشعب الموضوع ومن الصعب اختزاله هنا، لكن تقلص الطبقة الوسطى هو من دون شك أحد المظاهر التي من الواجب دراستها. في الأميركية، تراجعت نسبتها بين أعداد الطلاب خلال السنتين الماضيتين، فكيف لا تتراجع معها الحركة الطالبية المؤثرة؟ وخارج أسوار الجامعة، تتقلص الطبقة ذاتها أيضاً، فمن يضمن حراك السنوات المقبلة؟