فاتن الحاج لماذا اختارت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، يوم أمس، موعداً لإطلاق المواجهة على طريق تحقيق مطالبها المزمنة؟ هل هي جادة فعلاً في التحرّك؟ وهل أعدّت له خطة زمنية تصاعدية لما بعد يوم التحذير تتناسب مع مدى تجاوب المسؤولين؟ أم أنّ للتوقيت علاقة باقتراب موعد انتهاء ولاية الرابطة الحالية بعد شهرين، فتستثمر الإنجازات في البرامج الانتخابية المقبلة؟ ثم هل ستساوم الرابطة على المطالب، بمعنى أنّه إذا وافقت السلطة على أحدها يكون ذلك كفيلاً بتعليق التحرك، فيما يجب أن تكون تلك المطالب سلة واحدة متكاملة؟
حضرت، أمس، كل هذه الأسئلة في الجمعيات العمومية التي عقدها أساتذة الجامعة على هامش الإضراب التحذيري. هؤلاء أكدوا، في المقابل، الخطوة، وإن متأخرة، لإنقاذ جامعتهم الوطنية من الانهيار بفعل التدخلات السياسية. فتعيين العمداء وتأليف مجلس الجامعة، وهو المحور الأساسي في خطة التحرك، سيغنيانهم، كما قالوا، عن مراضاة القوى السياسية والعودة إليها في كل تفصيل من تفاصيل شؤون الجامعة الأكاديمية، مثل التعاقد والتفرغ والدخول في الملاك وتعيين المديرين والعمداء بهدف مراعاة التوازنات الطائفية.
التشكيك في جدية تحرك الرابطة أثار استغرابها، ولا سيما أنّ رئيس الرابطة، د. حميد الحكم، أجرى أمس اتصالاً بوزير التربية د. حسن منيمنة الذي أبلغه أنّه وقع مشروع قانون احتساب المعاش التقاعدي على أساس القسمة على 35 بدلاً من 40 ورفعه إلى مجلس الوزراء. ومع ذلك، فالهيئة التنفيذية، بحسب أمين الإعلام فيها د. نزيه خياط لا تزال مصرّة على احتساب القسمة على 30 وتمديد سن الخدمة إلى 68 سنة بدلاً من 64.
ويبدي خياط امتعاضه من جلد الرابطة، «وخصوصاً أنّ الأساتذة الزملاء لم يجروا نقداً ذاتياً لما حققوه هم للجامعة قبل أن يوجهوا النقد إلى أداتهم النقابية». فرغم كل الظروف التي مرّ بها البلد، من الفراغ الدستوري والانقسام السياسي، استطاعت هذه الرابطة، كما يقول خياط، أن تحقق مجموعة إنجازات، منها استعادة فروقات سلسلة الرتب والرواتب أو ما يسمّى المفعول الرجعي، وتعزيز تقديمات صندوق التعاضد، وتفريغ نحو 700 أستاذ. «كل ذلك لم يحصل تلقائياً ومن دون ضغط الرابطة ووحدة الموقف الداخلي الذي رفض النزول إلى مستوى المهاترات السياسية».
لكن «لماذا تأخّر الإضراب للمطالبة بتعيين العمداء؟»، يجيب خياط: «انتظرنا الظرف المناسب ليصبح التحرك مجدياً، وتعيين العمداء نقطة محورية لن نتنازل عنها، وما إضراب اليوم سوى محطة أولى، إذا لم نلمس خطوات إيجابية من المسؤولين».