ريتا بولس شهوانبعدما أُخرجوا من إحدى الجلسات بناءً على طلب النائب غسان مخيبر، سمح النائب روبير غانم، الذي ترأس أمس اجتماعاً للجنة الإدارة والعدل من أجل مناقشة اقتراح القانون الرامي إلى الحدّ من التدخين، بمشاركة ممثلي شركات التبغ في لبنان من دون ممثلين عن الجمعيات المدنية، وذلك في المناقشات التي غاب عنها النائب غسان مخيبر، المؤيد للتعديلات المقدمة من وزارة الصحة على اقتراح قانون عاطف مجدلاني، والمستندة إلى الاتفاقية الإطارية، لجهة وضع إشارة واضحة على علب السجائر تظهر مضار التدخين، منع إعلانات شركات التبغ على اختلافها ومنع التدخين في الأماكن العامة. مخيبر كان قد طلب في اجتماعات سابقة خروج ممثلي الشركات من الجلسة، وخصوصاً أن الاتفاقية الإطارية تمنع شركات التبغ من التدخل في مناقشات قوانين منع التدخين، وهو أمر لم يُحترم في لبنان، لكن هؤلاء الممثلين للشركات أخرجوا من اجتماع سابق بناءً على طلب مخيبر، كما سبق وأشرنا. وقالت مصادر مطلعة على مجريات الجلسة لـ«الأخبار»، إن هناك نوعاً من المماطلة في عملية بتّ هذا القانون، في غياب نواب كانوا قد وافقوا على تعديلات لجنة الصحة كالنائب نديم الجميل، ومخيبر. واقترح غانم في الجلسة أمس على وزارة الصحة صوغ مشروع قانون جديد بدلاً من تبني اقتراح مجدلاني معدلاً، ليوقّع عليه من جديد النواب، ثم يرد إلى طاولة لجنة الإدارة والعدل. هذه الاقتراحات التي أدرجها بعض المشاركين في خانة «المماطلة»، ترافقت مع طرح آخر لغانم وفق مصادر «الأخبار» مفاده المطالبة بتأليف لجنة مصغّرة تناقش التعديلات (على مشروع القانون الحالي) وتعيد طرحه على طاولة لجنة الإدارة والعدل. وعن أجواء المناقشة، أكد النائب غازي زعيتر الذي كان حاضراً في الاجتماع لـ«الأخبار» أن النائب غانم طرح على الحاضرين أن تتقدم وزارة الصحة بمشروع قانون «إذا كانت الحكومة تتحمل مسؤولية القرارات الصادرة عن هذا القانون، وخصوصاً أن آلاف العائلات في البقاع والجنوب تعتمد على صناعة التبغ كمصدر رزق»، كما قال. وقد تأجلت المناقشات إلى أجل غير محدد، وخصوصاً أن كميات من «الدخان» في طريقها إلى لبنان، والسير في هذا القانون قد يؤثر سلباً في عائدات خزينة الدولة، في حال عدم بيع الحمولة كلها، وفق نقيب مزارعي التبغ، حسن فقيه، الذي تغيّب عن الاجتماع.
وحاولت «الأخبار» الاتصال غير مرّة بالنائب روبير غانم للاطلاع منه على أجواء المناقشات وما آلت إليه الاقتراحات، إلا أنه لم يكن على السمع.