توفيق مقدادكانت دقائق الوقت القصيرة التي أراكِ فيها كأنها أيام من الحب المتشوّق يهيم فرحاً بفكرة اللقاء. أنتِ كنتِ كنهر ينساب برفق على صخور الوادي خوفاً من أن يؤذيها وأنا كنت كالصخر الأصم. أنتِ منسابة كغيمة بيضاء رقيقة، وأنا أهوج كالريح العاصف. خذلتك. أعلم أني خذلتكِ. وخنتكِ. أعلم أني خنتكِ، فصرتِ رفيقتي في صلاتي ونومي. صرتِ دمعة تذرف على خدّي وجرحاً سال في قلبي. جرحتك حين تركتكِ مسجونة بين نارين، نار الحيرة مما جرى ونار الغضب على الذي جرى. ومع ذلك أعلم أنكِ لم تكرهيني لأنك تدركين أن الظروف هي أكبر منكِ ومني.
أحبك. لا أحبك. أحبك مع وقف التنفيذ. لا أقدر إلا أن أحبك. أنتِ الحب في وقت الزمن الضائع. أنتِ من سكنت في قلبي قبل وجداني من دون أن أعلم، كرهتك أم أحببتكِ لم أكن أعلم، أخونك، لا. فأنتِ زهرتي الحلوة. كرهت عقلي إذ فكرت أني أكرهك. وعشقت قلبي لأنه أحبكِ، وقدست عينيّ لأنهما تطهرتا برؤيتك. كنت كفراشة في صباح يوم ربيعي مفعمة بالحياة تنظرين إلي فيمتلئ قلبي فرحاً.
ولكن لا عذر في ترككِ مرة ثانية. حين رأيتكِ فوجئت مما جرى. هل أنتِ أنتِ؟ أم عيناي خانتاني في لحظات النوم المتثاقل؟ ماذا حدث؟ وقفت هناك مرة أخرى بين قلبي وعقلي ومرة أخرى هزم عقلي قلبي. تلك الابتسامة لن أنساها ما حييت لأنها رغم آلام المرض خرجت صادقة من قلبي، فأنت لا تعرفين الكذب، وها أنا كل يوم لا أستطيع إلا أن أراكِ في عيون قلبي.