ذات يوم، حضرت ثلاث فتيات متحمّسات إلى مكاتب «الأخبار». عرّفن عن أنفسهنّ بأنهنّ نسويّات، من دون أن يخفين ضيقهنّ باستباحة هذا المصطلح واستخدامه كيفما كان. كنّ يحملن بضع أفكار وحاسوباً صغيراً. أردْنَ التقدّم بمشروع متواضع: «الاستيلاء» على الجريدة في اليوم العالمي للمرأة. انتقلنا إلى قاعة الاجتماعات حيث بدأن يشرحن تصوّرهنّ لما يمكن أن تكون عليه صفحات الجريدة في هذا اليوم. وقد عرفنا في ما بعد أنّنا نتعاطى مع مجموعة تدعى «نسويّة» (www.nasawiya.org). للأسف، لم نكن نملك متّسعاً من الوقت للتواطؤ معهنّ في هذه المحاولة الانقلابيّة، لكنّنا اتّفقنا على التعاون لإصدار بضع صفحات خاصّة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار، على أن نؤجّل تحقيق حلمهنّ إلى العام المقبل.
تشاء الصدف أن يكون اليوم هو العيد المئوي لليوم العالمي للمرأة. منذ مئة عام إذاً، يحتفل العالم بهذا اليوم. مئة عام كانت حافلة بالحروب وبحركات التحرّر، وظهور الحركة النسويّة، وانتفاضة المرأة على مظالم كثيرة. إلا أنّ المشوار لا يزال طويلاً، وخصوصاً في عالمنا العربي حيث تحتاج المرأة في هذا اليوم إلى أكثر من احتفال. تحتاج إلى مئة اعتذار عن مئة عام من الاضطهاد. تحتاج حقاً لإلغاء هذا اليوم، وإعلان «كلّ يوم للمرأة».
«الأخبار»