راجانا حميةماذا في «24 ساعة في حياة امرأة لبنانية؟». لا أحد يعلم إلى أيّ مدى تداول المشاركون أمس في إحياء يوم المرأة العالمي في قصر الأونيسكو، بالإجابة عن هذا السؤال. لكن، ما جاء به الفيلم القصير لا يشبه ما يوحي به العنوان، ولا حتى ما يمكن أن يكون قد فكّر فيه الحاضرون. كان فيلماً تتزاحم فيه الكوارث الطبيعية: تصحّر. حرائق. ثقب في طبقة الأوزون. ثمة من يسأل: ما علاقة كل هذا بالمرأة؟ لن يطول السؤال حتى يأتي الجواب في العبارتين الأخيرتين: «مين كان إلو دور بهيدا الشي؟ نحنا... ومين إلو دور بالتغيير؟ إنتِ». إذاً، «أنتِ» هي محور الحملة الوطنية التي أطلقتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية تحت شعار «دورك تلعبي دورك». تلك الحملة التي أراد لها المنظمون أن تستبق الانتخابات البلدية ببضعة أسابيع، من أجل أن تسهم في دعم مشاركة المرأة في الحكم المحلي، من خلال تبوّء مراكز القرار أسوة بالرجل، والمساهمة في أخذ القرارات التي تعني الجميع. أما لماذا التركيز على مشاكل البيئة في هذا الفيلم؟ فلأن المطلوب هو إيلاء المرأة الموضوعات التي تهم المجتمع، ومنها البيئة أهمية قصوى في سلم أولوياتها.
لا تنحصر أهداف الحملة الجديدة في مجرد الدعوة لتعزيز مشاركة المرأة في الحوكمة، بل تتضمن أربع مبادرات مدنية تعزز هذه المشاركة. أولاها، إطلاق حملة إعلانية وإعلامية تتمحور حول شعار الحملة من خلال نشر لوحات إعلانية في المناطق اللبنانية قبل أسابيع من الانتخابات البلدية وعرض أفلام قصيرة على الشاشات التلفزيونية وإعلانات في الصحف والمجلات. وتهدف المبادرة الثانية إلى تنظيم نشاطات تثقيفية وتدريبية حول موضوع الحملة. أما الهدف الثالث، فهو مواكبة قانون الانتخابات، ولا سيما القانون البلدي الذي أقرّ الكوتا النسائية بنسبة 20% من المقاعد في الانتخابات البلدية، والدعوة إلى جعله أكثر مراعاة لاتفاقية «سيداو». وفي المقام الأخير، تهدف الحملة إلى تعزيز التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية في تطبيق مشروع «دعم المرأة في الحوكمة المحلية والتنمية»، التي كانت الوزارة قد وقّعت على بروتوكول تعاون مع السفارة الإيطالية بشأنه.
وقد دعت رئيسة الهيئة اللبنانية الأولى وفاء سليمان إلى اعتبار هذه الحملة دافعاً لمشاركة المرأة بفعالية في القطاعين العام والخاص، على أن تكون صلة الوصل بين هذين الشأنين هي ترشح المرأة للانتخابات البلدية المقبلة.