زينب زعيترتعرّف رامي (اسم مستعار) إلى رنا (اسم مستعار)، وجمعت بينهما قصة حب واتفقا على الزواج. رامي (١٩عاماً) ابن عائلة ميسورة جداً، شعر أن في إمكانه الإقدام على خطوة الزواج، لكنّ والده رفض الأمر، وطالبه بإنهاء دروسه الجامعية. لم يستجب الابن لطلب الأب، وقرر أن يتقدم لطلب يد محبوبته، لكنه فوجئ بوالد رنا يطالبه بالحضور برفقة والده شرطاً للقبول به عريساً لرنا.
كانت رنا تدّعي أنها تقصد مكان عملها، ثم تتوجه لمقابلة رامي سراً في شاليه يملكها. في أحد الأيام غابت رنا لساعات طويلة، وعند عودتها إلى المنزل في ساعة متأخرة، طردها والدها من المنزل، فرجعت إلى الشاليه وقضت فيها ليلتين متتاليتين مع رامي، ثم انتقلت إلى منزل أحد أقاربها.
بعد مرور ثلاثة أسابيع على هذه الحادثة، تقدمت رنا ووالدها بشكوى في حق رامي أمام النيابة العامة الاستئنافية في الشمال، وادّعيا فيها أنه أغواها بوعده بالزواج منها و«فضّ بكارتها»، وبعد شهر واحد عقد رامي قرانه على رنا.
صدر حكم غيابي في حق رامي وقضى بإدانته بجنحة المادة 518 عقوبات وبحبسه ستة أشهر وتغريمه مئتي ألف ليرة لبنانية. ثم تقدم رامي بالاعتراض وطعن في الحكم الغيابي الصادر في حقه، وأدلى بأنّه لم يتبلّغ الحكم الصادر في حقه وفقاً للأصول، كما أنّه لم يخل بوعده بالزواج من ابنة المدّعي بدليل زواجه بها فعلاً.
القاضي المنفرد الجزائي السابق في طرابلس منير سليمان أصدر حكماً في هذه القضية، فحكم بـ«كف التعقبات بحق المدّعى عليه... من الجرائم المنسوبة إليه، لعدم اقترافه أيّ فعل جرمي». وفي النص نقرأ أن العلاقة الجنسية بين رامي ورنا «تطور طبيعي لشغف الحب والتفاعل الإنساني لمشاعر رجل وامرأة متحابّين»، وأن المحكمة لا ترى في أفعال رامي إغواءً لرنا الراشدة، وقد تزوّج رامي منها فعلاً بعد مرور شهر من تاريخ طردها من منزل أهلها. ونقرأ في الحكم أن والد رنا تقدم بالشكوى عارضاً حرصه على الانصياع للتقاليد الاجتماعية، غير آبه بمشاعر ابنته وخياراتها. كذلك، فإنه من جهة ثانية هو من أقدم على طرد الفتاة من المنزل غير آبه بمصيرها وما يمكن أن تتعرض له ليلاً، ثم «جاء غيوراً على بكارتها» فادّعى على رامي.