صور ــ آمال خليل«صباح الخير يا حضارة/ ممنوع رمي الزبالة يا بقر/ المعذرة من البقر». عبارات حمراء خطها محمد نصر الله (45 عاماً) على لافتة صفراء نصبها قبالة منزله وورشته في البرج الشمالي (قرب صور). اللافتة كانت آخر الدواء بالنسبة إلى الخطاط بعدما يئس من تجاهل بعض الجيران والمارة مناشداته بالامتناع عن رمي النفايات في عقار مقابل له يمتد مئات الأمتار. ولأن مالكي العقار المغتربين «تركوه بلا حراسة أو استثمار، ولأن المال السايب يعلم السرقة» يقول محمد، استباحه كثيرون كأنه ملك للجميع. في البداية، حوّله بعض شبّان الحي ملعباً لكرة القدم. ولدى تزايد الصخب وتبادل الشتائم والعراك في بعض المباريات، رفع سكان المباني المجاورة عريضة إلى بلدية البرج الشمالي طالبوها «بإقفال الملعب». ولاحقاً، بدأ أحدهم يركن فيه عدداً من السيارات المعطلة وحوّله آخرون إلى ممر للمشاة. لكنه استخدم غالباً مكباً للنفايات والردميات. علماً بأن البلدية تضع منذ سنوات لافتة ترجو عدم رمي النفايات. صاحب اللافتة لا يريد أن يبقى الحي الذي يسكنه نظيفاً فحسب، بل يتمنى لو يتحول حديقة عامة تشبه المساحات الخضراء التي كان يراها خلال هجرته إلى ألمانيا. بسهولة، يستطيع تخيّل أشجار خضراء وأضواء وزهور ونافورة مياه ومقاعد خشبية ورصيف... بدلاً من النفايات والسيارات والردميات. لكنه يدرك استحالة الأمر لأن تراكم النفايات عشوائياً منتشر في أمكنة مختلفة من صور وبلداتها وشواطئ البحر. راوحت ردود الفعل بين اعتبار العبارات نكتة سمجة والتجاهل. لكن المهم بالنسبة إلى محمد هو أن رمي النفايات توقف منذ رفع لافتته قبل يومين، وخصوصاً في الليل.
بدوره، رئيس البلدية مصطفى شعيتلي، حمّل المواطنين المسؤولية «لأن عمال التنظيفات في البلدية يقومون بواجباتهم بتنظيف المنطقة كل شهرين. لكننا لا نستطيع تكليف حراس يواظبون على مراقبة الناس الذين عليهم مراقبة أنفسهم». وبالنسبة إلى استثمار العقار وتحويله حديقة عامة، قال شعيتلي إن الأمر «غير وارد لأنه ملكية خاصة ومالكه لم يرفع إلينا شكوى بسبب المخالفات المسجلة على أرضه». وطلب شعيتلي من الخطاط إبلاغ شرطة البلدية عن هوية المخالفين لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.