كامل جابر
أتت فكرة إنشاء معمل الصابون بعد عام 2000. وقدّمت «جمعية الشبان المسيحية» معدات المعمل بينما ساهمت «شركة الجنوب للإعمار» في توسيع المبنى. بدأت التعاونية بتجاربها في معمل الصابون الذي لا ينتج إلا «الصابونة البلدية». مكوناتها زيت زيتون وزيت غار، مع المواد الأولية من أجل إنتاج صابونة «معقولة»، لا تنتجها بكميات كبيرة لأن ثمة مشكلة تتعلق بالتصريف، وبسعر كلفتها العالي. يعمل في صناعة «صابون القرية» أعضاء متطوعون غير متفرغين، وقد تبرز بعض المشاكل في التصنيع أحياناً، لكن يتم تداركها في الاستشارات والتدريب. «ليس لدينا كادر متفرغ، ومشكلتنا في التسويق هي افتقارنا لمؤسسة تروّج لبضاعتنا، وارتفاع ثمن المنتج. قمنا بعملية حسابية لتكلفة الكيلوغرام الواحد، على أساس أن يكون الربح شبه معدم، فاتضح أن تكلفة الكيلوغرام الواحد من صابون الزيت البلدي هو نحو 8 آلاف ليرة لبنانية. وإذا أضيفت إليها نسبة 15 في المئة من زيت الغار لا يمكن أن نبيع الكيلوغرام دون 12 ألف ليرة. هذا وكل الشغل تطوعي أي إننا لا نحتسب أيدي عاملة وما إليه».
تحمل «صابون القرية» رخصة وشهادة منشأ. وقد حاول القيمون على التعاونية الاتصال بالخارج من خلال الجهات المانحة للمساهمة في دعم التسويق بعدما زار التعاونية وفد من بلجيكا وأعجبته الصابونة، «وأرسل لنا خبراً أن ثمة شركة يمكن أن تشتري هذا الصابون، ونحن ننتظر، فإذا تم هذا الأمر، نجرؤ عندها على أخذ قرض من المصرف لنؤمن رأسمال يمكننا من شراء زيت الزيتون والمواد المطلوبة». فزيت الزيتون بحسب القيمين غال جداً وزيت الغار أغلى منه؛ يضاف إلى ذلك أن بعض الزيوت التي تستخدم في تعطير الصابون أو لمنحه مواصفات طبية، كزيت الصعتر وزيت «اللافندر» يتجاوز سعر الليتر منها 5 آلاف دولار أو أكثر بكثير؛ مع العلم أن التعاونية يمكنها إنتاج هذه المادة لو تجد من يساعدها بتأمين جهاز التقطير.
وقد سبق أن حاولت التعاونية الحصول على «كركة» لتقطير الصعتر أو «اللافندر» لكن اصطدمت بسعرها الذي يتجاوز 7 آلاف دولار أميركي. مهمة هذه الكركة التقطير على الضغط لا على الحرارة المباشرة. هناك بعض «الكركات» تعمل بالضغط على ستين درجة فتفصل «الإيسانس» عن الماء. «طبعاً الماء سيكون مفيداً جداً والإيسانس غالي لكونه يستخدم في العطور الرفيعة. نحنا أيضاً لم نقدر أن نحصل على آلة تقطير، حتى نشجع مثلاً زراعة اللافندر، وإكليل الجبل وهو مهم جداً، مع العلم أن إكليل الجبل يزرع أمام البيت كمنظر؛ فإذا كانت هذه الزهور تعطي منظراً جميلاً وتتحول مادة منتجة في الوقت ذاته، فمن الطبيعي أن يتحمس المزارعون لزراعتها».