«يشرّفني تعييني في هذا المنصب البارز، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد زخماً ملحوظاً في العمل التحقيقي وتقدّماً ملموساً وواعداً. أؤكّد التزامي بذل قصارى جهودي لكي تُكلّل مهمة كشف الحقيقة وإقامة العدالة بنجاح، وأدرك تمام الإدراك المسؤوليات والتحديات المتصلة بطبيعة عملنا، لكني واثق من أننا جديرون بالمهمة المناطة بنا، وأننا سننجزها على أكمل وجه، وذلك بفضل الفريق المحترف والمتفاني في عمله الذي كنت جزءاً منه حتى تسلّم منصبي الجديد، الذي سأقوده في المستقبل القريب»، قال أمس مايكل تايلور المدير الجديد لقسم التحقيق في المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وآخرين. وكان مكتب المدعي العام الدولي دنيال بلمار قد أعلن تعيين تايلور، البريطاني الجنسية، في المنصب بعد نحو أسبوعين على رحيل سلفه الأوسترالي نجيب كالداس بعد سنة على توظيفه. ويأتي إعلان تعيين تايلور وسط معلومات يسرّبها على ما يبدو بعض العاملين في المحكمة في لاهاي، عن اقتراب موعد صدور مضبطة الاتهام.
المحقق البريطاني كان قد عيّن في فريق بلمار خلال العام الفائت. وعلمت «الأخبار» أمس أن خيارات تعيين خلف لكالداس لم تكن كثيرة، فلم يلق اقتراح تعيين شخص من خارج ملاك مكتب المدعي العام في منصب مدير التحقيق ترحيب لجنة الإدارة الخاصة بالمحكمة التي تدير شؤونها المالية من نيويورك. وقال أمس أحد أعضاء اللجنة لـ«الأخبار» عبر الهاتف: «نرحّب بخيار تعيين تايلور في هذا المنصب»، وتابع «إن تعيين أحد المحقّقين الذين عملوا مع بلمار في المنصب خطوة مناسبة لعدم تضييع الوقت». والمقصود أن تعيين شخص آخر، حتى لو كانت كفاءته تفوق كفاءة تايلور غير مرحّب به لأنه سيحتاج الى أشهر ليتعرّف على مضمون ملفّ التحقيق والخطوات التي أنجزت حتى الآن.
لكن تايلور يتمتّع، بحسب المحكمة الدولية، «بخبرةٍ راسخة في مجال التحقيق الجنائي»، وقد استهلّ رحلته المهنية في شباط 1979 في قسم شرطة لندن (London Metropolitan Police Service) حيث عمل في قسم التحقيق الجنائي والعمليات الخاصة. كذلك يتمتّع تايلور «بخبرةٍ واسعة في التحقيقات في مجال مكافحة الإرهاب، وقد لمع في هذا المقام ولا سيّما في منصبه رئيساً للاستخبارات برتبة مفوّض لفرقة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة نيو سكوتلاند يارد» (Detective Superintendent, Head of Intelligence, Counter-Terrorism Command) وذلك من آذار 2004 حتى آب 2006، قبل ترقيته ليشغل منصب «كبير المحققين برتبة مفوض مسؤول في فرقة مكافحة الإرهاب» التابعة لقسم شرطة لندن. (Senior Investigating Officer and Detective Chief Superintendent)
خلال سنوات عمله في بريطانيا، مثّل تايلور شرطة لندن ووزارة الخارجية البريطانية (Foreign and Commonwealth Office) في الخارج و«قاد بعض أصعب التحقيقات البريطانية لمكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي وأكثرها تعقيداً. وفي هذا الصدد، ترأس الردّ البريطاني على الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدينة مومباي في عام 2008». وتكريماً لجهوده في خدمة التحقيقات الوطنية والدولية في مجال الإرهاب، أُدرج في السنة الماضية على قائمة الشرف التي تُتلى في ذكرى ميلاد الملكة البريطانية، فقُلّد ميدالية الملكة للشرطة، وتسلّم هذا الوسام في التاسع من كانون الأول 2009 في قصر بكنغهام.

يأتي تعيين تايلور وسط تسريبات عن اقتراب موعد صدور مضبطة الاتهام
قبل تعيينه في هذا المنصب، أدّى تايلور، بصفته كبير المحققين، دوراً فاعلاً ضمن شعبة التحقيقات التابعة لمكتب المدعي العام عبر تصميمه وتطويره لاستراتيجية التحقيق المتّبعة في المكتب، التي سيقودها من الآن فصاعداً تحت إشراف المدعي العام.
رحّب المدعي العام الدولي بلمار، بتعيين تايلور، قائلاً: «نشهد للسيّد تايلور خبرته الراسخة واحترافه المعروف في أوساط الشرطة المعنية بالتحقيقات في مجال مكافحة الإرهاب. وقد برهن في عمله اليومي، منذ انضمامه إلى فريقنا في عام 2009، عن كونه عنصراً بارزاً ومحترفاً رفيع المستوى وعضواً فاعلاً في الفريق ورئيس فريق ممتازاً، فنال احترام الفريق برمّته وثقته كذلك. وقد تميّز عن سائر المتقدمين في عملية التوظيف التنافسية لمنصب مدير قسم التحقيق التابع لمكتب المدعي العام، فأثبت سمعته المرموقة كأحد أفضل المحترفين في هذا المجال. ليس السيّد تايلور الشخص المناسب لهذا المنصب فحسب، بل إن تعيينه يضمن انتقالاً سلساًً في قيادة فريق التحقيقات، كما يضمن أيضاً التواصل في عملية التحقيق التي أسهم في إعدادها وتنفيذها شخصياً».
(الأخبار)