نجح بعض المعتصمين، أمس، في التشويش على ندوة الرجل المتصدر لائحة الأثرياء في العالم، كارلوس سليم الحلو، التي جرت في الجامعة الأميركية ببيروت. بدأت الندوة بكلمات إنشائية تمدح سيرة الحلو، لكنها لم تنتهِ بتعهد منه بدعم الطلاب اللبنانيين
محمد محسن
ندوة فقيرة. يمكن إطلاق هذا الوصف على الندوة التي نظمتها، أمس، الجامعة الأميركية في بيروت للرجل الأثرى في العالم كارلوس سليم الحلو، في إحدى قاعاتها. الفقر في ندوة مع رجل يتصدر لائحة الثراء، ويزور لبنان للمرة الأولى، قد يكون «عيباً» في نظر كثيرين. كلمة كثرت فيها «كليشيهات» النجاح، لم يفهمها جزء كبير من الحاضرين بسبب ضعف الحلو باللغة الإنكليزية، وهو ما كان معروفاً قبل بدء الندوة. تجنّب الرجل اللبناني الأصل الالتزام بأي استثمار في أي قطاع اقتصادي لبناني! بدا ذلك واضحاً. أما أسئلة الحاضرين، فلم تُبرز أيّ مجهود بحثي عن الرجل، بل اقتصرت على العموميات كبعض الأسئلة: ماذا ستستثمر في لبنان؟ حدّثنا عن معوقات عودة المغتربين؟ ما رأيك في ما يجري حالياً للمسجد الأقصى؟ هذا، بينما كان في الإمكان توجيه أسئلة عن استثماراته الضخمة في صحيفة ضخمة كنيويورك تايمز المعروفة بقرب آرائها من الطرف الإسرائيلي، أو عن هدفه من الاستثمار في الأبحاث الجينية، أو عن علاقته بألفن توفلر، صديقه المؤثر في حياته، ومعدّ دراسات مستقبلية ترتبط بالشخصيات الناجحة والقطاعات التي يمكن المخاطرة واستثمارها، حتى قبل خروجها إلى فضاء التأثير العالمي، والدراسات الجينية خير دليل على ذلك.
قبل ساعة من بداية الندوة، تقاطر الطلاب، وخصوصاً من كليات الاقتصاد وإدارة الأعمال. ملأوا القاعة المخصصة للندوة. أمّا من وقف في الخارج، فأعانته شاشات كبيرة نُصبت لنقل كلمة الضيف الثري.
ضجّت القاعة بالتصفيق عند دخول صاحب الـ52 ملياراً ونصف المليار دولار. جلس الرجل السبعيني مقابل الحضور، ووجّه تحياته إليهم. أما أثناء إلقاء كلمته، فحدث ما كان قد خطط له بعض الطلاب: ترتفع على زجاج القاعة لافتة كبيرة، كتب عليها «من المكسيك إلى لبنان المعتّر بكل الأرض دايماً هوي ذاتو». التفت الحاضرون إلى التظاهرة في الخارج، لكنّ أمن الجامعة سارع إلى إسدال الستائر فوق الزجاج، وحجب اللافتة. في الخارج، معتصمون قنّعوا وجوههم، صرخوا دعماً لـ«زاباتيستا» المكسيكيّين. فشل رجال الأمن في منعهم من إكمال اعتصامهم، ضد من وصفوه «بالمحتكر الأوليغارشي»، رابطين وصفهم له بمقولة إيحائية تطالب «بالمشاركة في الشجرة لا في ثمارها فقط». كثرت المشادات بين رجال الأمن والمعتصمين، لكنّ الأمنيين فشلوا في نزع الأقنعة، أو حتى سحب البطاقة الجامعية من أحد المعتصمين، وكاد الأمر أن يتطور إلى عراك لولا ضبط الأمور في اللحظة الأخيرة. أثناء الاعتصام، رمى بعض «الظرفاء» أموالاً معدنية تجاه المعتصمين. وفيما لام بعض الطلاب، المعتصمين لخلو «همروجتهم» من أي معلومات تدين الرجل، أو تستحق التشويش على ندوته، ردّ المعتصمون بأن الحلو يحتكر 30 في المئة من اقتصاد المكسيك، وقد «هدم العاصمة المكسيكية وأعاد إعمارها على شاكلة سوليدير في بيروت: للأغنياء فقط».
انتهت الندوة بعد مجموعة أسئلة أجاب عنها الحلو بدبلوماسية عالية، مشبعة بالعموميات كحديثه عن النجاح والحظ، وعن أن العلم هو أساس بناء المجتمعات، وأمور أخرى لا تعطي صورة واضحة للطلاب عن ثروته. هكذا، دار جدل بين الطلاب أنفسهم. وعلى الرغم من امتعاض كثيرين من عدم استفادتهم من الندوة، قال البعض إنه ذكي، فيما لم يجد البعض الآخر ضمن مقررات الاقتصاد في الجامعة، ما يمكن أن يوصل إلى المركز الاقتصادي لكارلوس سليم الحلو.


ويجول في الروح القدس أيضاً

زار رجل الأعمال المكسيكي من أصل لبناني، كارلوس سليم الحلو (الصورة)، أمس، جامعة الروح القدس ـــــ الكسليك وألقى كلمة هناك. ودوّن كلمة باللغة الإسبانية على السجل الذهبي للجامعة، أثناء الزيارة برفقة وفد عريض. وجاءت الزيارة تلبية لدعوة من رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ الذي استقبله، بحضور الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي الياس خليفة، إضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة والأسرة التعليمية والإدارية. واطلع الضيف والوفد المرافق على مجموعة فريدة من الصور الفوتوغرافية عن لبنان والمنطقة، إضافة إلى نسخة عن مجموعة الأرشيف الشخصي لجبران خليل جبران، بعد ترميمها وتنظيفها وتصويرها رقمياً وحفظها في مشغل الترميم الخاص بالجامعة.