صيدا ــ خالد الغربيلا تبدي أشجار الأكي دنيا، بنوعيها الفرنسي والأجنبي، المستوردة من الخارج، التي انتشرت زراعتها خلال السنوات الماضية في بعض المناطق اللبنانية، مقاومةً لعبث الطقس وتقلباته التي تُلحق أذى بالمحصول.
هذا الواقع دفع المزارعين إلى تدعيم «خطوط دفاعات الأكي دنيا الفرنسي، وبناء جدار عازل يلف أشجارها»، كما يقول أحدهم. لكن الجدار ليس من الباطون المسلح، أو جداراً مكهرباً، بل هو عبارة عن شباك قماشي لونه أخضر يُلبَس للأشجار. ويتمتع هذا الشباك بفتحات تهوية صغيرة تحمي حبات الأكي دنيا من الشلهوبة (ارتفاع درجات الحرارة والشمس الحارقة) والبرد (حبّات البرد)، وتصد غزوات العصافير لتلك الحبات.
العامل السوري في أحد بساتين الأكي دنيا في منطقة عين الدلب ـــــ جنسنايا، محمود الأحمد، قال إن هذا الرداء العازل ينطلق من حرص المزارعين على حصد إنتاج جيد، وحماية الموسم «فلا الشمس تحرق الثمر، ولا البرد يسقط مباشرةً على الأشجار». ويشير أحد أصحاب البساتين إلى «تزنير» هكتارات كبيرة من المساحات الزراعية في منطقة شرقي صيدا بالشباك كجزء من عمل زراعي يستهدف حماية المحصول والإنتاج، مطلقاً على هذه العملية اسم «الطريقة الزراعية الذكية». أما أحمد الأسدي، العامل الفلسطيني، فأضاف بُعداً آخر إلى عملية إلباس المزارعين أشجار الأكي ثوباً حين رأى «أن الحبة الكبيرة والمنتفخة التي تنتجها الأشجار الأجنبية تغري العصافير، فتشنّ غارات على تلك الحبات حتى قبل أن تنضج، فتنقرها وتعرّضها للتلف، أمّا عندما تكون هذه الأشجار غير متعرّية، فيصعب على العصافير تحقيق أهدافها في السطو على حبات الأكي دنيا، والعازل القماشي الذي نُلبسه للأشجار يصدها». لكن الأسدي أشار إلى أنّ بعض العصافير «محتالة» وتعتمد طرق مناورة والتفاف وتدخل من تحت الشجرة لبلوغ هدفها.
ارتداء بساتين الأكي دنيا الفرنسية في شرق صيدا وجنوبها يطلق عليه المزارعون «الكوستيم»، وهو مشهد جميل في الشكل، أما المضمون، فيسخر منه أصحاب بساتين الأكي دنيا بشجره المحلي أو الوطني (وهي البساتين الأكثر انتشاراً في منطقة صيدا). ومن بين هؤلاء حنا إبراهيم، الذي يملك بستان أكي دنيا في منطقة بقسطا، إذ يعلّق بتهكم قائلاً إن «هذا الكوستيم إن دلّ على شيء فإنه يدل على عدم مناعة كافية للأشجار الأجنبية في مواجهة اعتداء الطبيعة، أو العصافير، بينما أشجار الأكي دنيا الوطنية لها قدرة على الصمود». يقول إبراهيم: «ما هو وطني ومَحلّي أفضل بكثير مما هو أجنبي، ومذاق الثمار الوطنية طيب جداً، وهي أشجار وطنية ولا حاجة إلى تغطيتها بحجاب مانع».