أوقف أمير سعودي في مطار رفيق الحريري الدولي أول من أمس، بعدما عثرت القوى الأمنية اثناء التفتيش الروتيني للمسافرين، على كمية من مادّة الكوكايين المخدّرة في حوزته. وذكر مسؤول أمني موثوق أن كمية الكوكايين التي كان يحملها الأمير قدّرت بـ16،3 غراماً تبلغ قيمتها نحو 1600 دولار أميركي، اي نحو 100 دولار مقابل كلّ غرام.كان الأمير الذي يبلغ 51 سنة (مواليد 1959) يستعدّ لمغادرة بيروت باتجاه العاصمة الفرنسية باريس على متن الخطوط الجوية الفرنسية، لكن الضابطة الادارية في المطار اقتادته الى مكتب مكافحة المخدّرات في وحدة الشرطة القضائية (يقع المكتب في منطقة الوروار بعد نقله اخيراً من مخفر حبيش في رأس بيروت) للتحقيق معه. فبعد العثور على المخدرات الممنوعة راجع الضابط المسؤول القضاء المختص الذي أشار بضبط المخدرات والتحقيق مع حاملها.
وتضاربت المعلومات حول ما قاله الامير اثناء التحقيق معه اذ أفاد مسؤولون أمنيون أمس أن الأمير «صرح بالتحقيق معه أنه استحصل على المخدرات من صديق سعودي، يعيش في السعودية حالياً، وأنه يحملها للاستخدام الشخصي». غير أن مسؤولاً قضائياً قال لـ«الأخبار» إن الامير أبلغ المحققين في الشرطة القضائية عن مكان شرائه كمية الكوكايين وهو ملهى ليلي في منطقة الجميزة.
على أي حال، تأكدت الشرطة أن الامير يتعاطى الكوكايين إضافة الى تعاطيه مادة القنّب الهندي (حشيشة الكيف) بعد أن أرغمته، بناءً على إشارة القضاء، على إجراء فحص للبول وإجراء تحليل كيميائي تلقائي عليه.

أطلق سراح الأمير بسند إقامة بعدما تبيّن أنه مدمن وليس تاجراَ
وأكد قضائيون أمس أن مسؤولين في السفارة السعودية في بيروت أجروا اتصالات بمسؤولين سياسيين وقضائيين لبنانيين بعد معرفتهم بتوقيف الامير، مؤكدين أنه يتمتّع بالحصانة الدبلوماسية. لكن امنيين في المطار أشاروا إلى أن الأمير لم يطلعهم على مستند قانوني يشير الى صفته الدبلوماسية ما أدّى الى توقيفه بإشراف قضائي.
الاتصالات المكثّفة التي شملت مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري، بحسب مسؤول قضائي رفض الكشف عن اسمه، أثمرت. فبعد ساعات قليلة على كشف «جرم مشهود»، أمرت النيابة العامة في جبل لبنان بإطلاق سراح الأمير بسند إقامة «على غرار ما يجري عادة مع متعاطي المخدرات» فهو، بحسب مسؤول قضائي «ليس تاجراً بل يعاني
الإدمان».
ولم يعرف ما إذا كان ذلك «مخرجاً» لمنع أزمة دبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية أو نتيجة لـ«الاحترام» الذي يتمتّع به الأمراء في لبنان.
(الأخبار)