9 دول عربية وأجنبية شاركت، أمس، في «يوم التراث» الذي أحيته الجامعة اللبنانية الأميركية. كان لافتاً غياب النادي الأميركي الذي لم يكن نشيطاً هذا العام، كما قال مقرّبون منه
محمد محسن
أمس، تحولت باحة الجامعة اللبنانية الأميركية إلى ساحة تراث عالمي. صدحت موسيقى زوربا اليوناني، ملأت المشهد رقصات إسبرطية ودبكة فلسطينية. جدار الجناح الفلسطيني يزيّنه نشيد وطني. سيوف و«عراضات» سورية، تشعرك أنك في حارات الشام القديمة. أما الأرمن، فحصتهم محفوظة في جناح شرحوا فيه تراثهم. جناح العراق كان كئيباً، كالعراق، خالٍ إلا من صور قليلة عن الآثار المنهوبة، والمقامات الدينية، وطبيعة شماله الساحرة. أما سبب «جفاف» الجناح؟ فكما يقول رئيس النادي «السفارة العراقية لم تدعمنا هذا العام، لكنها وعدتنا بالدعم في العام المقبل». أجنحة خليجية للسعودية والكويت، امتلأت بالخناجر والتمور ومطاحن البن اليدوية وأصناف الطعام الخليجي، فضلاً عن صور الحكام وأولياء الأمور. بدأت فعاليات يوم التراث في الجامعة اللبنانية الأميركية عند الحادية عشرة صباحاً. قبل استعراض الرقصات التراثية، كان للطلاب أن يتناولوا فطوراً «متعدد الهويات»، لدرجة أن البعض ممن خبروا فعاليات هذا اليوم، في الأعوام الماضية، حضروا صباحاً من دون فطور. لم تصمد صحون «المسخّن» الفلسطيني، على كثرتها، إلا ساعة تقريباً. العراقيون جادوا بكبابهم، فيما نثر الأرمن حلوياتهم المتنوعة على مدخل جناحهم. لبنانياً، الحمّص والفول سيّدا المائدة، أما اليونانيون، فقدموا فطائر متنوعة من الجبن.
حان موعد الرقص. الفلسطينيون هم أوائل الدبّيكة. قدّموا، على دفعات، 4 أنواع من الدبكة «كرادية، حراكية، من رام الله، ودبكة الفلاحين المسمّاة: يا زارعين السمسم». لليونانيين رقصاتهم السريعة. رجل يتوسط 4 فتيات رشيقات، يرقصون «زوربا وبيندوزالي». عراضات السوريين بهرت الطلاب. بشراويلهم وقمبازاتهم، جسّد أعضاء الفرقة السورية الشخصية الشامية المشابهة لما تعرضه المسلسلات السورية. ختام الرقص كان لبنانياً، دبكة خلطت «الحابل بالنابل» من أعضاء النوادي، إذ تحمّس للمشاركة فيها معظم المشاركين.
توقف الرقص عند الواحدة ظهراً لاستكمال الدروس، تمهيداً للعودة عند السادسة مساءً، ومشاهدة الرقصات التي أعدّها نادي الرقص في الجامعة. هدأ الجو قليلاً، وهو ما سمح بالتجوال داخل الأجنحة. فلسطينياً، احتلت القدس اهتمامات أعضاء النادي الثقافي، فخصّصوا لها على أحد الجدران صوراً ومعلومات. كذلك تبنّى الجناح الفلسطيني، هذا العام، فكرة التعريف إلى القرى والمدن الفلسطينية. أما عن لون جدرانه الأسود؟ أجابت إحدى المشاركات «ليش في شي بوضعنا يدعو للتفاؤل؟». أما الجناح اللبناني، فقد خصص نشاطه هذا العام للحديث عن الرحابنة، بوصفهم معلماً ثقافياً بارزاً في لبنان. اليونانيون مصرّون على ملكية راحة الحلقوم، ويؤكدون أن نبتة المستكة، التي تصنع منها العلكة، لا تنمو إلا في جزيرة يونانية اسمها «كوس» تصدّر سنوياً 15 طنّاً من المستكة. نقل يوم التراث طلاب الجامعة من حياتهم «المعولمة» إلى تلمّس خصوصية الشعوب. أما فلسطين، فقد نالت التصفيق الأكبر، كلّما ذكر اسمها.



توسطّت الطفلة مايا (الصورة) فرقة الدبكة الفلسطينية، في رقصة «يا زارعين السمسم» التراثية. ارتدت الطفلة (10 سنوات) لباس الفلّاحات الفلسطينيات، ورقصت برشاقة بين زملائها في الفرقة، فهي تتعلم منذ عام أصول الدبكة في مخيم مار الياس