في يوم الأرض خربشات على وجه العرب
عين الحلوة ــ خالد الغربي
«في يوم الأرض نقول للعالم أجمع إنه لن يموت حق وراءه مطالب وسنرجع يوماً». دعوة أنهت بها الفلسطينية زينب جمعة (18سنة) حكاية اللجوء والتشرد التي قصّتها على العابرين الفلسطينيين في الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة، لمناسبة ذكرى يوم الأرض الذي صادف يوم أمس. وقد ارتأت زينب وزميلاتها من تلميذات مدرسة زيتونة نانوم في عين الحلوة تحويله إلى يوم نضالي ثقافي، رسمن خلاله على «الحيطان» والورق وكتبن نثراً وشعراً، في محاولة منهن «للتعبير عن الذات الفلسطينية الضائعة»، على حدّ قول زينب. وقد شارك أطفال من المخيم وبعض شبابه التلميذات في يومهن النضالي الثقافي. زينب أشارت إلى «أن الرسم على الجدار هو دليل حي وحضاري يذكّرنا بمعاناة فلسطين، والرسم أصدق تعبيراً من حرق الإطارات المطاطية أو قطع الطريق احتجاجاً». وتجزم زينب بسقوط الشعار الذي رفعته ذات يوم رئيسة وزراء العدو غولدا مائير «الكبار يموتون والصغار ينسون»، لذلك قالت «لن ننسى أرضنا السليبة وحق العودة سيتحقق يوماً». توزعت الفتيات في شوارع المخيم، ليشرحن للأطفال معنى يوم الأرض، فيما وزّعت أخريات ستيكرز لعلم فلسطيني وكلمة القدس على أبواب المحال وعلى زجاج السيارات العابرة. إحداهن أبدت انزعاجها من كلام لعابر من كبار السن «أحد الختايرة هزّأني وقال لي عمي فلسطين ضاعت وشربوا عليها قهوة، وبعدك بتحكي عن يوم الأرض». رائف حمودة «خطاط المخيم» رسم بدوره القدس على جدار خارجي لإحدى مدارس الأونروا في المخيم «الرسم هو لسيدة العواصم القدس قبل أن تحاصرها المستوطنات من كل حدب وصوب». ماذا سترسم غير القدس؟ يجيب رائف «خربشات على وجه القادة العرب، لنعرّي جبنهم وخيانتهم». وللمناسبة، نفذت «نساء» حركة حماس داخل عين الحلوة اعتصاماً اصطحبن خلاله أولادهن، حيث رفعن لافتات منددة بالجرائم الصهيونية، وهتف الأولاد والنسوة لفلسطين والمسجد الأقصى. كذلك نفذت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين اعتصاماً أمام مبنى الإسكوا في وسط بيروت، حمل خلاله المعتصمون لافتات وشعارات نددت بـ«الممارسات الصهيونية في فلسطين»، ودعت العرب «إلى وقف المفاوضات مع العدو». وللمناسبة نفسها، أقفلت مدارس مخيمات صور أبوابها.

وزير البيئة: ما يحصل في عمل الكسارات مجازر بيئية

بعد اعتصام أصحاب المرامل والكسارات، أول من أمس، في صوفر، عرض وزير البيئة محمد رحال ووزير المهجرين أكرم شهيّب أوضاع الكسارات والعاملين في قطاع المرامل والكسارات، بحضور ممثّلي هذا القطاع. وقد رأى شهيّب أن «من المهم جداً طرح ملف الكسارات طرحاً كاملاً في مجلس الوزراء، نظراً إلى الخلل القائم في بعض المواقع والمناطق على حساب البيئة ومالية الدولة اللبنانية». وأضاف «لدى الوزير ولدي أنا حرص على البيئة تماماً، ولكن أيضاً حرص على مصالح الناس والقانون، ومن هذا المنطلق كان اجتماعنا للإحاطة بملف يتفاقم في أنحاء الجبل، ولا نريد أن يتطور في غير مساره بلقمة عيش الكثير من الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة». من جهته، لفت رحال إلى أنه «بصفتي رئيساً للمجلس الوطني للمقالع والكسارات، أودّ أن يعلم الجميع أن هذا المجلس يتألف من تسعة مديرين عامين وممثّل عن قيادة الجيش وممثّل عن وزارة الداخلية، وهو صاحب الصلاحية في إعطاء التراخيص للكسارات والمرامل وليس وزير البيئة». وأشار إلى أن «هذا المجلس يمنح التراخيص على أساس المرسوم 8803 وعلى أساس القانون». ويضيف «ما أقوله هو أن هناك قانوناً، وأن هناك قطاعاً منتجاً للكسارات، ولكن ما يحصل في العمل هو مجازر ومشاكل بيئية واقتصادية وسياحية. فالتفجير الذي يحصل في بعض المناطق يغيّر مجاري المياه الجوفية». ويؤكد «كل ما نقوله لمن يريد العمل في هذا القطاع إن هناك مرسوماً يحكم هذا العمل، فليتقدم بطلب ترخيص إلى المجلس الوطني، ونحن نجتمع كل أسبوع لتلبية مصالح الناس والأعمال، ولا نقبل بقطع أرزاق أحد». ويلفت رحال إلى أنه «حرام أن تُجرف الجبال وأن يوصل الجشع البعض إلى تفجير جبال بعشرات الأطنان في الليل من أجل بيعها، من دون أي مقابل للدولة، فيما إذا تقدم بترخيص تستطيع وزارة البيئة من خلال الكفالة المالية التي يتقدم بها أن تراقب سير العمل وأن تستصلح بعد فترة جزءاً من هذه الأرض، وإذا جرى تنظيم 80 إلى 90 في المئة من هذا القطاع، فهناك مئات ملايين الدولارات تدخل سنوياً إلى خزينة الدولة، وأنا أشبّه هذا القطاع بقطاع الاتصالات في لبنان، وهو يمكن أن يأتي بمبالغ مالية إلى خزينة الدولة».