زينب صالح«تبنيت قضية حب الأرض والدفاع عن اللغة العربية، لأن اللغة كالأرض، إن لم نحافظ عليها، سحقها من يحاول طمس هويتنا، وقد فسحت لي الجمعية فرصة إبراز موهبتي أمام شعراء ذوي خبرة للاستفادة من خبراتهم»، يقول علي طالب (17 عاماً)، المنتسب حديثاً إلى جمعية إبداع التي تهدف إلى جمع أكبر عدد من الموهوبين الشباب وتوجيههم عبر إقامة ندوات دورية تناقش فيها كتاباتهم ويقدم لهم خلالها المخضرمون نصائح وإرشادات تتعلق بالكتابة الأدبية. وللجمعية «مشاريع مستقبلية عديدة، منها إقامة ندوات شعرية وحفلات توقيع كتب لأفراد الجمعية حتى نساهم في خلق جيل من الشعراء والكتاب»، كما يشرح علي عباس رئيس الجمعية، مضيفاً: «كذلك، ننوي إنشاء دار نشر ومكتبة عامة وإصدار المجلات المتخصصة في مجال عمل الجمعية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الجمعيات الرسمية لنشر ثقافة الفن والعلم». وتضم الجمعية عدداً من الشعراء، منهم أمل طنانة ومحمد البندر ومحمد علوش. تقول طنانة: «بالنسبة إلي كان حلماً أن أنضم إلى جمعية توجه صاحب الموهبة الأدبية كي يتمكن من الوصول إلى المنبر، لأننا في بداياتنا لم نجد آذاناً صاغية لأشعارنا». أما محمد علوش، فيؤكد: «أعتبر أنه من واجبي كشاعر أن أساهم في صقل مواهب الجيل الجديد عبر منح الشباب فرصة إظهار مواهبهم. فنحن نسعى في الجمعية إلى إزالة غبار الإهمال عن المواهب الأدبية الشابة التي تقطن في القرى البعيدة عن بيروت والتي تحتاج إلى فرصة للانخراط في المجتمع الأدبي». فالجمعية تضمّ شباباً من سكان القرى النائية البعيدة عن النشاطات الأدبية مثل أقاصي الجنوب والبقاع، الذين يقصدون بيروت فقط لمتابعة دروسهم في الجامعة. هكذا، سيتسنى لفاطمة، سنة ثانية أدب إنكليزي، قراءة شعر كتبته خلال ندوة شعرية تقيمها الجمعية في كلية الآداب خلال الشهر المقبل. هكذا، «لولا الجمعية لما استطعت إظهار شعري»، كما تعترف، وهي تعبّر عن سرورها «باجتياز الخطوات الأولى نحو تحقيق طموحي، فأنا أعشق الشعر». أما أحمد سرحان (18 عاماً)، فيقول: «أعتبر نفسي شاعر الحب، لكني بسبب انتمائي لقرية جنوبية حدودية بعيدة، لا أجد من يهتم بموهبتي ويوجهني التوجيه المطلوب، لهذا السبب فرحت كثيراً عندما علمت بالجمعية وانتسبت إليها، وأفرح عند سماع كلمات التوجيه من شعراء ذوي خبرة في هذا المجال».