محمد محسن حفل الأسبوع الماضي بعمليات متعددة ضد مروجي الدعارة وممتهنيها. لكن أهمها كانت تلك التي جرت في نهاية الأسبوع. هذه المرة، كان الصيد ثميناً على المستوى النوعي قبل أن يكون كميّاً، رغم أن شباك الأمنيين لم تُحكم خناقها على الرأس المدبر في المخالفة، إلا أن معلومات تشير إلى الاقتراب من تحقيق هذا الأمر. ففي عملية مخطط لها منذ أسابيع، تمكن مكتب حماية الآداب في الشرطة القضائية من القبض على 7 أشخاص متهمين بممارسة الدعارة وتسهيلها. لكن المقبوض عليهم في هذه العملية ليسوا كغيرهم من ممتهني الدعارة. هم مرتبطون مباشرةً بـأحد أكبر رؤساء شبكات الدعارة ومروجيها في لبنان.
في تفاصيل العملية، يشير مسؤول أمني إلى ورود معلوماتٍ منذ أسبوعين عن ممارسة الدعارة وتسهيلها في منطقتي كسروان وجونية. على الفور، استثمر مكتب حماية الآداب هذه المعلومات، وتوجهت فرق تابعة له لإجراء عملية رصد وتتبّع لما يجري في هذه الأماكن. يؤكد المسؤول الأمني حدوث عمليات «كرّ وفرّ، كان المتهمون يتمكنون إثرها إما من الهرب، وإما من حجب الأدلة بسرعة». أما في ليل السبت ـــــ الأحد الفائت، فقد فشل المقبوض عليهم في التخفي. هكذا، دهمت قوة من مكتب حماية الآداب الملهى الليلي الذي يملكه مدير الشبكة ج.أ.، فقُبض على أربع نساء متورطات بممارسة الدعارة، وثلاثة «قوّادين» يسهّلون القيام بها. على الفور، نظمت القوة محضر ضبط بحق صاحب الملهى المتواري، وختمته بالشمع الأحمر. لم تقف العملية عند هذا الحد، وخصوصاً في ظل اختفاء مدير الشبكة، فلم يُعثَر عليه في فندق يعود له، وقد تأكد رجال القوة من ممارسة الدعارة داخله، فخُتم بالشمع الأحمر أيضاً. وقد دُهمت ثلاثة شاليهات بحرية، تقع في منطقة ساحل جونية، وتعود ملكيتها لرأس العصابة. حال هذه الشاليهات كانت مشابهة لوضع الفندق، فخُتم بالشمع الأحمر. أثناء التحقيقات الأولية، اعترف الموقوفون بـ«ممارسة الدعارة مع زبائن الشبكة التي يديرها ح.أ.». أمس، أُحيل المشتبه بهم السبعة على النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، أما مدير الشبكة المختفي، فيؤكد المسؤول الأمني أنّ القوى الأمنية استطاعت تحديد الدائرة التي يتوارى فيها، هرباً من بلاغ البحث والتحري الذي عُمِّم بحقّه.
في هذه العملية، تملك القوى الأمنية أدلة قوية تثبت تورط «قيصر» الدعارة اللبنانية في الترويج لهذه الممارسة. فرغم أنه لم يكن موجوداً عند تنفيذ عملية الدهم، إلا أن جميع الموقوفين اعترفوا بأنهم يعملون لمصلحته. يؤكد مسؤول أمني أنه «حتى وإن استطاع استعمال مسلك قانوني يبعده عن الملاحقة، هو «بلاغ لكفّ البحث والتحري» والتعهد بحضور جلسات المحكمة، غير أن الشهود والأدلة يقفان ضده هذه المرة». ليلة القبض على إحدى شبكات ج.أ. كانت حافلة بعمليات أخرى. ففي سياق متصل، قبض عناصر من مكتب الآداب فجر الأحد الماضي على شابين بتهمة ممارسة علاقة مثلية، لقاء بدل مادي. بعد رصدهما وإثبات الجرم المشهود، اعتقلتهما قوة من المكتب، وأُحيلا أمس على النيابة العامة.