أمس، في اليوم الثامن من قصة كارثة الطائرة الإثيوبيّة، كان العنوان توسع دائرة البحث عن الصندوق الأسود وحطام الطائرة، ما أثار مجموعة من الأسئلة تُضاف إلى الأسئلة التي تتراكم منذ اليوم الأول للكارثة. في هذه الأثناء لم تقدم الجهات المعنيّة أي إجابات، إلا بعض الردود المتناثرة. فوزير النقل والأشغال العامة غازي العريضي نفى لـ«الأخبار» أي تغيير في الخطة، لافتاً إلى أن منطقة البحث هي أساساً على امتداد 50 كلم، ولم يكن المقصود من الوصول إلى المنارة تغيير الخطة التي كانت تركز على منطقة خلدة ثم منطقة الأوزاعي، لكن ما نُفّذ أمس هو استكمال لعملية المسح. أما في شأن إهمال ما كان قد أشيع، ابتداءً من ليل الأربعاء الماضي، عن التقاط ذبذبات من الصندوق الأسود، ما أسهم في تحديد مكانه، فأشار العريضي إلى أننا ما زلنا في مرحلة تحديد المكان. ولفت إلى أنّ «من المفترض دراسة كل الاحتمالات». أما عن الأشكال الهندسية التي التقطتها أوشن أليرت، فقد كشف العريضي أنه «تبين أنها لا تعود إلى الطائرة، لكن كان لا بد من مسحها». ورداً على تخوف أهالي المفقودين من ارتباك عمليات البحث وإضاعة الوقت، رأى العريضي أنه «لا مبرر لها الآن»، مشدداً على أن «التحقيق الأساسي لم يبدأ بعد، والسبب واضح، هو أن الصندوق الأسود لم يُنتشل بعد. ولفت إلى أن «كل ما في يد لجنة التحقيق هو التسجيلات في برج المراقبة وحطام الطائرة التي يجري انتشالها، إضافة إلى نتائج تشريح الجثث والمعلومات الطبية. وهذه لا تمثّل معطيات لتحقيق جدي».


التحقيق الأساسي لم يبدأ بعد والسبب هو أن الصندوق لم يُنتشل بعد
وفي الإطار ذاته، استبعد رئيس نقابة الطيارين اللبنانيين، محمود حوماني، «وجود الصندوق في منطقة البحث الحالية، في المنارة». وبعيداً من الشاطئ، سلّمت مستشفى بيروت الحكومي، صباح أمس، جثة العراقي أكرم جاسم محمد (55 عاماً) بعدما أثبتت فحوص الحمض النووي هويته، وقد ووري في الثرى إلى جانب ولديه، ناديا وأحمد، في روضة الشهيدين في الغبيري. وقبل الدفن، تلقت زوجة محمد دعوة من سفارة بلادها لنقل زوجها إلى العراق لدفنه هناك، إلا أنها رفضت. ويقول مسؤول الإعلام في السفارة، رائد حسن، إن «أم علي فضّلت إبقاء زوجها إلى جانب ولديها». وقد توقّع مصدر في قسم المباحث العلمية في الشرطة القضائية أن تعود فجر اليوم البعثة المتخصصة في مجال الحمض النووي التابعة للمختبرات الجنائية في قوى الأمن التي توجهت إلى أديس أبابا، لأخذ عيّنات من أهالي المفقودين والضحايا الإثيوبيين والعودة بها بسبب عدم وجود مركز لفحص الحمض النووي هناك. وأمس، احتضن شاطئ خلدة بعض عائلات الضحايا وتلاميذ من مدرسة بهاء الدين الحريري في صيدا. وليلاً، أضاء بحارة مدينة البترون الميناء البحري والسور الفينيقي بالشموع من أجل زميلهم المفقود ألبير جرجي عسّال.
(الأخبار)